المنشورات

جئني بمثل بني بدر لقومهم … أو مثل أسرة منظور بن سيّار

البيت لجرير، يخاطب الفرزدق مفتخرا عليه بسادات قيس لأنهم من أخواله، وبنو بدر من فزارة، وهم بيت فزارة وعددهم، ومنظور بن زبان بن سيّار: من فزارة أيضا وسوف تعرف المزيد عنه في آخر هذا الشرح، وأسرة الرجل: رهطه الأدنون، لأنه يتقوى بهم من الأسر، وهو الشدّ، والشاهد: (مثل) حيث نصب بفعل من معنى جئني فكأنه قال: هات مثل، حملا على معنى «جئني» التي هي بمنزلة «هاتني» ولا يصحّ نصبه بلفظ «جئني» مقدر، وإلا كان مجرورا بتقدير «بمثل». [سيبويه/ 1/ 94، هارون].
قال أبو أحمد: إن جريرا والفرزدق لم ينتفع الناس من شعرهم إلا ما نقلاه من اللغة الصحيحة من عصر الاستشهاد، أما مضمون شعرهما فلا يطرب له الإنسان إلا ما ندر، فليس في شعرهما من المعاني إلا الفخر الكاذب، والهجاء المذموم، والمدح الملصق بمن لا يستحقّه، ومثال الفخر «الفخّاري» ما في هذا البيت، فجرير يفخر بمن لا يمتّ إليه بصلة، إلا في الجدّ المئوي، ولو كان الفخر كما في فخر جرير لجاز لكل الناس أن يفخروا بكل الناس، لأن الناس جميعا يلتقون في جذور بعيدة، ومنظور بن سيّار الذي يفخر به جرير، لا يستحق أن يفخر به، لأن المذكور، تزوج امرأة أبيه في الإسلام بعد أن حرّم القرآن هذا الزواج، وقد أرسل إليه رسول الله من يقتله، فلم يظفر به، وبحث عنه أبو بكر فلم يقع عليه، إلى أن جاء زمن عمر، فاستقدمه وفرّق بينهما، ومع ذلك بقي قلبه معلقا بها وقال في ذلك:
ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر … إذا منعت منّي مليكة والخمر
فإن تك قد أمست بعيدا مزارها … فحيّ ابنة المريّ ما طلع الفجر
انظر [الإصابة/ 3/ 462].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید