المنشورات

كم عمّة لك يا جرير وخالة … فدعاء قد حلبت عليّ عشاري كنّا نحاذر أن تضيع لقاحنا … ولهى إذا سمعت دعاء يسار شغّارة تقذ الفصيل برجلها … فطّارة لقوادم الأبكار

الأبيات للفرزدق في هجاء جرير، وقد مضى البيت الأول في مكان سابق، وذكرته هنا لنفهم به البيت الثالث،
وألخص ما قلته في البيت الأول مرّة أخرى:
البيت الأول: عمة: فيها الجرّ، والنصب، والرفع، أو هكذا روي البيت، و «كم» في الحالات الثلاث لا تخرج عن كونها تدل على الخبر والكثرة، وإن كان ظاهرها الاستفهام.
أ - كم عمة: بالجرّ: كم خبرية، وعمة تمييزها.
ب - كم عمة: بالنصب: كم استفهامية، وعمة: تمييزها، والاستفهام على سبيل الاستهزاء والتهكم.
ج - كم عمة: بالرفع: على أن تكون «عمة» مبتدأ، وصفت بقول «لك» وخبره «قد حلبت» والمميز على هذا محذوف، فلا يخلو أن يقدر مجرورا أو منصوبا، على اختلاف
«كم» وعلى التقديرين «كم» في محل نصب بالظرف أو المصدر، أي: كم وقت عمة لك، أو كم حلبة عمة لك، والعامل فيه «قد حلبت» وأما في الوجهين الأولين ف «كم» في محل الرفع على الابتداء، وخبره «قد حلبت».
البيت الثاني: يصف عمة جرير، أو خالته، بأنها ولهى: إذا سمعت دعاء «يسار» وهو عبد كان يتعرض لبنات مولاه، فكأنه يصف العمات والخالات بالزنى، وهذا الكلام يرمي نساء جرير بالزنى، وكان يستحق عليه الفرزدق الجلد، أو يأتي بأربعة شهداء.
البيت الثالث: قوله «شغّارة» هي التي ترفع رجلها، كما يرفع الكلب رجله ليبول، قيل: ترفع رجلها للزنى، وقيل: ترفع رجلها تضرب الفصيل لتمنعه من الرضاع عند الحلب. والوقذ: أشدّ الضرب. والفطّارة: التي تحلب الفطر، وهو القبض على الخلف بأطراف الأصابع لصغره، والقوادم: الأخلاف، والأبكار، جمع بكر، وهي التي نتجت أول بطن، والشاهد في البيت «شغارة»، «فطارة»، أورده سيبويه بنصب شغارة على الذم.
[كتاب سيبويه ج 1/ 253، وشرح المفصل ج 4/ 133، والأشموني ج 1/ 27، والهمع ج 1/ 254، والمغني (كم)].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید