المنشورات

أبا حسن ما زرتكم مذ سنيّة … من الدّهر إلا والزّجاجة تقلس كريم إلى جنب الخوان وزوره … يحيّا بأهلا مرحبا ثم يجلس

رواها ابن منظور عن أبي الجراح يقولها في أبي الحسن الكسائي. وقلس الإناء يقلس:
إذا فاض، وقلست الكأس: إذا قذفت بالشراب لشدة الامتلاء.
والشاهد: مذ سنيّة. رواها صاحب «الجمل» في النحو، «سنيّة» بالرفع؛ لأنّ الاسم بعد «مذ» يرفع إذا دلّ على الزمن الماضي. وفي «اللسان» جاءت مجرورة.
قلت: لم أعرف من أبو الجرّاح قائل البيتين، ويكثر ذكر «أبو الجراح العقيلي» و «أبو الجرّاح الأنفي» بين رواة الشعر. ويظهر من البيت الأول أنه يرمي الكسائي بشرب الخمر، فإن صحّ ما ظننته في تفسير البيت، فإن الشاعر كاذب؛ لأن الكسائي أبا الحسن النحوي المقرئ رجل موثوق، ولا يتهم بشرب الخمر، وإنما وصمه بذلك حاسدوه؛ لمكانته من الرشيد، كما شوّه صورته البصريون بسبب قصته المزعومة مع سيبويه في المسألة الزنبوريّة، ولو كان قد ابتلي بشيء مما ذكروا ما أظهره لجلّاسه وضيوفه، وكيف يظهر للناس شاربا الخمر وهو يجلس في المسجد يقرئ الناس القرآن. اه.



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید