المنشورات

لقد أتت في رمضان الماضي … جارية في درعها الفضفاض تقطّع الحديث بالإيماض … أبيض من أخت بني أباض

هذا الرجز لرؤبة بن العجاج، وقوله: «في رمضان». كان الربيع جميعهم في ذلك الوقت. وقوله: «تقطع الحديث بالإيماض»، أي: إذا ظهرت أو ابتسمت، ترك الناس حديثهم ونظروا إليها. وبنو أباض: قوم شهروا ببياض نسائهم.
وفي الرجز ثلاثة شواهد:
الأول: ذكره ابن هشام في المغني، أنهم يعبرون عن الماضي والآتي كما يعبرون عن الشيء الحاضر.
والثاني: استخدام رمضان بدون شهر، ومثله: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». [في البخاري ومسلم]. قالوا: والأفصح مع الشهر؛ لقوله تعالى:
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].
الثالث: في قوله: «أبيض»، حيث جاء بأفعل التفضيل من البياض، وهو يشهد للكوفيين الذين يرون مجيء اسم التفضيل، وصيغتي التعجب من البياض والسواد دون سائر الألوان، والبصريون يمنعون ذلك، ويجعلون مجيئه شاذا، أو أنه صفة مشبهة لا أفعل تفضيل، وجاء
عليه قول المتنبي، وهو كوفي المذهب:
ابعد، بعدت، بياضا لا بياض له … لأنت أسود في عيني من الظّلم
[شرح المفصل/ 6/ 93، والإنصاف/ 149، واللسان «بيض»].



مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید