المنشورات

يغادر محض الماء ذو وهو محضه … على إثره إن كان للماء من محض يروّي العروق الهامدات من البلى … من العرفج النجديّ ذو باد والحمض

البيتان في حماسة أبي تمّام من شعر ملحة الجرمي من طيئ.
والمحض: أصله اللبن الحامض بلا رغوة، ثم استعمل في الحسب وغيره، يقول:
يترك خالص الماء الذي هو خالصة السحاب وصافيته، ويخلفه في مسايل الأودية على إثره، وإنما يشير إلى ما تقطّع ورقّ من ماء المطر بنضد الأحجار، وأصول الأشجار، حتى صفا من شوائب الكدرة، وقرّ في المناقع وقرارات الأودية. وقوله: إن كان للماء من محض؛ لأن ماء المطر جنس واحد، إذا لم يختلط به غيره، لا يختلف. وقوله:
يروي العروق الهامدات من البلى: يريد أنه أحيا ما أشرف على اليبس من عروق الشجر البالية، وأعادها غضة مرتوية.
والشاهد: في البيت الأول: «ذو وهو محضه»، فإن «ذو» اسم موصول بمعنى الذي، والجملة بعده صلته، و «ذو» صفة للماء، والهاء في محضه تعود إلى السحاب، يعني:
يترك هذا السحاب محض الماء الذي هو، أي: الماء: خالصة السحاب وصافيته.
والشاهد: في البيت الثاني: «ذو باد»، فإن «ذو» اسم موصول بمعنى الذي، وقد وقع صفة للعرفج النجديّ. [المرزوقي/ 809، والإنصاف/ 384].




مصادر و المراجع :      

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید