المنشورات
فالعين بعدهم كأنّ حداقها … سملت بشوك فهي عور تدمع
لأبي ذؤيب الهذلي من قصيدته الرائعة التي مطلعها:
أمن المنون وريبها تتوجّع … والدهر ليس بمعتب من يجزع
رثى بها أولاده الخمسة، الذين هلكوا في عام واحد بالطاعون في مصر. وقوله:
فالعين: ذكر عينا، وأراد العينين، ومتى اجتمع شيئان في أمر لا يفترقان، اجتزئ بذكر أحدهما عن الآخر. وقوله: كأنّ حداقها: جمع حدقة، وإنما جمع؛ لأنه لما كان المراد بالعين العينين، ولكل واحدة حدقة حصل اثنتان، فأجري على عادتهم في استعارة الجمع له. وسملت: فقئت. وعور: مردود على الحداق، أي كأنها مسمولة، فهي عور دامعة، ومعنى «عور»: فاسدة. [شرح أبيات المغني ج 2/ 208، والمفضليات، والحماسة].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
29 أغسطس 2023
تعليقات (0)