المنشورات
ربّاء شمّاء لا يأوي لقلّتها … إلا السحاب وإلّا الأوب والسّبل
البيت آخر قصيدة للمتنخّل الهذلي، رثى بها ابنه.
وقوله: «ربّاء»، صيغة مبالغة على وزن فعّال من ربأ يربأ، إذا صار ربيئة لهم، وربأت القوم، أي: رقبتهم؛ وذلك إذا كنت لهم طليعة فوق شرف. وقيل: من ربأت الجبل، إذا صعدته. وشماء: مؤنث أشم. يريد: هضبة شماء، من الشمم، وهو الارتفاع. وقد أضاف «ربّاء»، إلى «شماء»، كقولنا: «كطلاع أنجد، أو طلاع الثنايا». وضرب ذلك مثلا لمن هو ركّاب للصعاب في الأمور. ويريد ابنه. والقلّة: رأس الجبل، يريد: أنّ هذه الهضبة لا يصل إليها إلا السحاب؛ لارتفاعه.
والأوب: قيل: إنّه النحل حين تؤوب، أي: ترجع، ويروى: «النّوب»، وهو النحل أيضا. وقيل: هو المطر؛ لأنه بخار الماء ارتفع من الأرض، ثم آب إليها؛ وذلك أن العرب كانت ترى أن السحاب يحمل الماء من البحر، ثم يرجعه إليه.
والسّبل: المطر المنسبل، أي: النازل.
والبيت شاهد على أن الموصوف قد يحذف مع قرينة دالة عليه، كما في البيت.
والتقدير: رجل ربّاء هضبة شماء، فحذف الموصوف، وأقيم الوصف مقامه في الموضعين. [شرح المفصل ج 3 /
58، واللسان «أوب» والخزانة ج 5/ 3].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
1 سبتمبر 2023
تعليقات (0)