المنشورات
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها … فليس إلى حسن الثناء سبيل
البيت للشاعر عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي، شاعر إسلامي. وهو البيت الثاني من قطعة أوردها أبو تمام في الحماسة، ومضى البيت الأول (إذا المرء .. جميل)، يقول: إذا المرء لم يحمل ظلم نفسه عليها، ولم يصبرها على مكارهها، فليس له طريق إلى الثناء الحسن، وهو يشير إلى كظم الغيظ واستعمال الحلم، وترك الظلم والبغي مع ذويه. قال المرزوقي: ويبعد عن طريق المعنى أن يريد بقوله: «ضيمها»، ضيم غيرها لها، فأضاف المصدر إلى المفعول؛ لأن احتمال ضيم الغير لهم يأنفون منه، ويعدونه تذللا.
والشاهد في البيت «وإن هو». قال السيوطي: ويتعين انفصال الضمير في صور.
رابعها: أن يضمر عامله. وذكر شطر البيت. قلت: وهذا على رواية التبريزي، أما الرواية في المرزوقي: (إذا المرء لم يحمل على النفس ضيمها).
قال أبو أحمد: وينسب بعضهم قطعة البيت إلى السموأل بن عاديا اليهودي. وهذا لا يصحّ؛ لأن اليهود ليس من أعرافهم ما جاء في الأبيات. فهو في أول القطعة يدعو إلى الابتعاد عن اللؤم، واليهود يربون أبناءهم على اللؤم. وهو يزعم في بيت من القطعة أنهم لا يرون القتل سبّة، واليهود جبناء. وقالوا: إن السموأل يضرب به المثل في الوفاء.
واليهود لا يعرفون الوفاء، وإنما قامت حياتهم على الغدر؛ لأن الغدر من صفات
الجبناء. وقد ضربوا به المثل بالوفاء؛ لأنه أسلم ابنه حتى قتل ولم يخن أمانته في أدراع أودعها عنده امرؤ القيس. وهذه قصة لم تثبت، وإن ثبتت، فإنه يكون قد رفض تسليم الدروع طمعا فيها؛ لأنه علم بموت امريء القيس، فقتل ابنه من أجل دروع.
فإن كان يهوديا عرقا، فإنه لا يعرف إلا الغدر؛ لأنه من نسل إخوة يوسف، الذين غدروا بأخيهم الأصغر ورموه في البئر، وجلّ بني إسرائيل واليهود من نسل هؤلاء الغادرين، وقلة قليلة جدا من غيرهم، إما أنهم تنصروا، أو أسلموا وتركوا دين بني إسرائيل؛ لأنه يصيبهم بمعرّة، وإن كان عربيا تهوّد، فهو كذلك يكون غادرا، لأنهم يعلمون أبناءهم الغدر، ولا يعيشون إلا به، فيكون اكتسب الغدر بالتربية. [المرزوقي ص 111، والهمع ج 1/ 63].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
1 سبتمبر 2023
تعليقات (0)