المنشورات

فتلك ولاة السّوء قد طال مكثها … فحتّام حتام العناء المطوّل

البيت للكميت، من قصيدة هاشمية في مدح بني هاشم، وذمّ بني أميّة. وأنشدوا البيت
شاهدا على أن «ما» الاستفهامية، يحذف ألفها إذا جرّت بحرف جرّ.
وقوله: فتلك ولاة السوء: مبتدأ، وخبره. وجملة «طال مكثها»: إما خبر آخر، وإما حال من الولاة. والعامل، ما في اسم الإشارة من معنى الفعل. والأجود أن يكون «ولاة» بدلا من اسم الإشارة، وجملة «وقد طال مكثها» الخبر؛ لأنه محط الفائدة.
والولاة: جمع وال، وهو الذي يتولى أمور الناس من الخلفاء، والعمال، والقضاة.
وقوله: فحتام: الجار والمجرور خبر مقدم. والعناء: مبتدأ مؤخر. و (حتام) الثانية:
توكيد لفظي.
قلت: وقد بالغ الكميت في ذكر المساوى. ودفعه إلى ذلك هوى لا يعرف الاعتدال والتوسط.
والحقّ: أنّ خلفاء بني أمية - نستثني منهم معاوية، وعمر بن عبد العزيز - لهم حسنات ولهم سيئات، وربما غلبت حسناتهم على سيئاتهم، ومن حسناتهم: استمرار الفتوح الإسلامية في أيامهم. وقوله في القصيدة: (وعطلت الأحكام ... الخ)، هذا كذب؛ لأن أركان الاسلام الخمسة كانت مطبقة، ولم يجرؤ أحد على تعطيل واحد منها. [الهمع ج 2/ 8، 125، والصبان على الأشموني 3/ 80، وشرح أبيات المغني ج 5/ 215].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید