المنشورات
غدا طاويا يعارض الرّيح هافيا … يخوت بأذناب الشّعاب ويعسل
البيت للشنفرى من لاميته (لامية العرب)، وقبل البيت:
وأغدو على القوت الزهيد كما غدا … أزلّ تهاداه التنائف أطحل
أغدو: أذهب غدوة، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، ثم كثر حتى استعمل
في الذهاب أيّ وقت كان. وعلى: القوت: على للتعليل، بمعنى «اللام»، ومنه قوله تعالى: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ. [البقرة: 185]. والزهيد: القليل. والأزل:
الذئب. تهاداه: تتخذه هدية. والتنائف: جمع تنوفة، وهي الفلاة، أي: كلما خرج من فلاة، دخل في أخرى. والأطحل: لون بين الغبرة والسواد، ببياض قليل، أو الذي لونه لون الطحال. فهو يشبه نفسه بذئب يغدو للبحث عن قوته.
وقوله: غدا طاويا: يحتمل أن يكون بمعنى ذهب غدوة، أو يكون بمعنى دخل في الغدوة، أو يكون بمعنى ذهب أي وقت كان، مجازا، فغدا: على هذه الوجوه تكون تامة، وطاويا؛ حالا من ضمير «غدا» الراجع إلى «أزلّ» الذئب. ويحتمل أن يكون بمعنى:
(يكون في الغدوة)، فيكون «غدا» من الأفعال الناقصة، وطاويا: خبرها. ويعارض الريح: يستقبلها في عرضها، ويصادمها. ومنه المعارضة بمعنى المخالفة. وهافيا:
يحتمل أن يكون من هفا الظبي، إذا اشتد عدوه، ومن هفا الطير، أي: خفق بجناحيه وطار، ويحتمل أن يكون من: الهفو، وهو الجوع. ويخوت، أي: يختلس. بأذناب:
«الباء»: بمعنى «في». والشعاب: جمع شعب، وهو الطريق في الجبل، أو جمع شعبة، وهو المسيل الصغير. ويعسل: من العسل، وهو الخبب، وهو الاسراع في السير.
والشاهد في: «غدا»، وذكرنا وجوهه في الشرح. [الخزانة ج 9/ 190].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
1 سبتمبر 2023
تعليقات (0)