المنشورات

قعدت له وصحبتي بين ضارج … وبين العذيب بعد ما متأمّلي

البيت لامرئ القيس. وقوله: قعدت له: يعود الضمير على البرق في بيت سابق، يقول في أوله: (أصاح ترى برقا أريك وميضه) شبهه بتحرّك اليدين، وبمصابيح راهب.
وصحبة بالضم: اسم جمع صاحب. وضارج والعذيب: مكانان، أي: قعدت لذلك البرق أنظر من أين يجيء بالمطر، أو قعدت للنظر إلى السحاب وأصحابي بين هذين الموضعين، وكنت معهم، فبعد متأمّلي، وهو المنظور إليه، أي: بعد السحاب الذي كنت أنظر إليه وأرقب مطره. وبعد: بفتح الباء وضمها، وسكون العين، فعل ماض، و «ما»:
زائدة، وقيل: ما، موصولة، وتقديره: بعد ما هو متأمّلي، فحذف المبتدأ، وتقديره على هذا: بعد السحاب الذي هو متأملي.
والشاهد: أن «بعد» في البيت للمدح والتعجب، وأصله: «بعد»، ثم ألحق بفعل المدح، ويجوز في بائه الفتح والضم. كما يجوز في كل فعل المراد به المدح أو التعجب. واشترط ابن مالك في نقل حركة «العين» إلى «الفاء» بكون الفاء حرفا حلقيا مثل: حبّ وحسن، و «ما» بعد (بعد): إما زائدة، ومتأملي: فاعل، والمخصوص بالمدح محذوف، وإما اسم نكرة منصوبة المحل على التمييز للضمير المستتر في (بعد)، ومتأملي مخصوص بالمدح والتعجب، فتكون «ما» كما في قوله تعالى: فَنِعِمَّا هِيَ [البقرة: 271]. [الخزانة ج 9/ 224].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید