المنشورات

وإنّ حديثا منك لو تعلمينه … جنى النحل في ألبان عوذ مطافل

البيت لأبي ذؤيب الهذلي. والعوذ: النوق، واحدتها عائذ، وهي التي تكون حديثة النتاج. والمطافل: جمع مطفل، وناقة مطفل، معها ابنها ونوق مطافل، ومطافيل. وقد
أجاد الشاعر وأبدع في هذا الوصف، عند ما شبه حديث الحبيبة بالعسل مخلوطا بلبن النوق، وهو غاية في العذوبة.
وقد أنشد السيوطي شطره الأول، على أن الفصل بين المضاف والمضاف إليه ب «من»، لا يدلّ على أن الإضافة
بمعنى «من»: لأن شرطها بمعنى «من»، إذا كان الأول بعض الثاني، وصح الإخبار به عنه، كثوب خزّ، وخاتم فضة.
قال: وقد فصل بها ما ليس بجزء منها، قال: (وأنشد شطر البيت). ونقل هذا عن ابن مالك. ولكن كيف لا يكون حديثها منها، وإن جمال الحديث الذي حدثنا عنه، لا ينفصل عن الحبيبة، صحيح أنه ليس جزءا بمعنى العضو، أو الجزئية المادية، ولكنه لا ينفك عنها، فالكلام بعامة من صفات الإنسان، فكيف إذا كان الحديث حديث حبيب، فإنه لا يخرج إلا ومعه شذرات من القلب. [الهمع ج 2/ 46، واللسان «بكر، وطفل»، والخصائص ج 1/ 219].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید