المنشورات

تأخّرت أستبقي الحياة فلم أجد … لنفسي حياة مثل أن أتقدّما فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا … ولكن على أقدامنا تقطر الدّما

... البيتان للحصين بن الحمام المريّ، من شعراء الجاهلية. يقول في البيت الأول:
نكصت على عقبي رغبة في الحياة، فرأيت الحياة في التقدم مثل قولهم: «الشجاع موقّى» أي: تتهيبه الأقران، فيتحامونه فيكون ذلك وقاية له.
ويقول في البيت الثاني: نتوجه نحو الأعداء في الحرب، ولا نعرض عنهم، فإذا جرحنا كانت الجراحات في مقدّمنا، لا في مؤخرنا، وسالت الدماء على أقدامنا لا على أعقابنا.
والشاهد في قوله: «تقطر الدما» ويروى:
يقطر الدّما: الدّما: بفتح الدال: فاعل مرفوع، والضمة مقدرة لأنه اسم مقصور.
وتقطر الدّما: أي: تقطر كلومنا الدم. فالدم مفعول به للفعل تقطر.
ونقطر الدّما: أي: نقطر دما من جراحنا. فالفعل بنون المتكلمين.
وتقطر الدّما: أي: الدماء، فقصر الممدود. فإن كان الفعل لازما، فالدما: فاعل وإن كان متعديا، فإنه مفعول به، والفاعل ضمير «كلومنا». [الخزانة/ 7/ 490، والمرزوقي/ 198، والشعر والشعراء/ 2/ 648].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید