المنشورات

وكنت إذا غمزت قناة قوم … كسرت كعوبها أو تستقيما

قاله زياد الأعجم .. غمزت: الغمز: الجسّ. والكعوب: جمع كعب، وهو طرف الأنبوبة الناشز. أراد: أنه إذا هجا قوما وقال فيهم شعرا لم يترك لهم أديما صحيحا حتى يرجعوا عن معاداته، وضرب لذلك مثلا: حالة من يثقف الرماح فيجسها بيده، وما يزال بها حتى تعتدل أو يكسرها.
والشاهد: تستقيما: حيث نصب الفعل المضارع - وهو قوله «تستقيم، بأن المضمرة وجوبا بعد «أو» التي بمعنى «إلّا». - ولكن هذا البيت يروى مرفوع القافية مع مجموعة من الأبيات رواها صاحب الأغاني، حيث ينقض بها زياد الأعجم قصيدة للمغيرة بن حبناء مرفوعة القوافي .. والأصل في روايته بالنصب عن سيبويه وقد رواه سيبويه عمن يثق به منصوبا .. واعتذروا عن سيبويه باعتذارات تبعده عن الوهم .. وقصيدة المغيرة بن حبناء، مطلعها:
أزياد إنّك والذي أنا عبده … ما دون آدم من أب لك يعلم
أما أبيات زياد الأعجم فهي ثمانية، خمسة منها مضمومة القافية، وثلاثة مكسورة القافية فيها إقواء. وهذه بعض أبيات زياد:
ألم تر أنني أو ترت قوسي … لأبقع من كلاب بني تميم
عوى فرميته بسهام موت … كذاك يردّ ذو الحمق اللئيم
وكنت إذ غمزت ... … ... أو تستقيم
هم الحشو القليل لكلّ حيّ … وهم تبع كزائدة الظّليم
فلست بسابقي هربا ولمّا … تمرّ على نواجذك القدوم
انظر (شرح أبيات مغني اللبيب - للبغدادي ج 2/ 71] وانظر كتاب «الشعر والشعراء» لابن قتيبة ص 42، من المقدمة، وذكر عددا من الشواهد التي أوردها سيبويه على غير الوجه الذي قاله الشاعر، وعدّها ابن قتيبة من الغلط، ولم يعتذر لسيبويه.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید