المنشورات

وأعلم أنّني وأبا حميد … كما النشوان والرجل الحليم

لزياد الأعجم ... والنشوان: السكران: وأراد به لازمه وهو الذي يعيب كثيرا. ويقول ما لا يحتمل. بدليل ذكر الحليم في مقابلته.
والشاهد فيه «كما النشوان، على أنّ «ما» هنا، كفّت الكاف عن عمل الجرّ.
أقول: قد تعدّ الكاف هنا عاملة مع وجود (ما) وتكون النشوان - مجرورة، ويعطف عليها بالجر، ويكون الإقواء في البيت المرفوع القافية ... بل إن ما زعموه إقواء هو، من تحريف الرواة، وما أظن الشاعر يقوي في ثلاثة أبيات، فالإقواء أكثر ما يكون مبنيا على الوهم من الشاعر، لبعد المسافة بين القوافي. وربما كانت رواية البيت في الشطر الثاني «لكالنشوان والرجل الحليم» وعليه فلا شاهد في البيت وإذا صحت الأبيات الثلاثة التي منها هذا البيت، يكون الإقواء في القافية المرفوعة. ومن العجيب أن الأبيات الثلاثة التي منها هذا الشاهد جاءت على وزن وقافية الأبيات التي ذكرنا في سياقها البيت:
وكنت إذا غمزت قناة قوم … كسرت كعوبها أو تستقيما
وهي للشاعر نفسه، وفي هجاء بني تميم أيضا، وفي تلك الأبيات كان إقواء بين الرفع والجرّ. فهل كان زياد الأعجم ضعيف الذاكرة، قليل الذوق الأدبي. أم أن هذا من خلط
الرواة؟ الصحيح أن هذا من خلط الرواة، وأن البيت السابق برقم (111) عملت الكاف الجرّ، ولم تكف، وأن البيت الثالث يمكن روايته:
أريد حباءه ويريد قتلي … فأعلم فعله فعل اللئيم
لأنّ من يقابل الإحسان بالإساءة، يكون فعله فعل لئيم. [شرح أبيات المغني/ 4/ 125].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید