المنشورات

يحسبه الجاهل ما لم يعلما … شيخا على كرسيّه معمّما

البيت لأبي الصمعاء مساور بن هند العبسي، وهو شاعر مخضرم.
وقوله: يحسبه: الضمير يعود على القمع - بكسر القاف وفتح الميم - وهو آلة تجعل في فم السقاء ونحوه، ويصبّ فيها اللبن، حيث يتحدث في أبيات سابقة عن غزارة الحليب الذي تحلبه النوق وكون هذا القمع يكسى بالرغوة العظيمة التي يصفها الشاعر في البيت الشاهد. فقال: «وقمعا يكسى ثمالا قشعما» والثمال: الرغوة، والقشعم العظيم الضخم. شبه القمع والرغوة التي تعلوه بشيخ معمم جالس على كرسي. وعدم الاطلاع على الأبيات السابقة، جعل بعض الشراح يظن أن الموصوف جبل قد عمّه النبات. وليس كذلك.
وقوله: ما لم يعلما: ما مصدرية. ولم: نافية جازمة، ويعلما: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف.
والشاهد: «لم يعلما» حيث أكدّ المضارع المنفي بلم، وأصله ما لم يعلمن - فقلبت
النون ألفا للوقف، وهذا التوكيد لا يجوز إلا في الضرورة عند سيبويه. [سيبويه/ 2/ 152، والإنصاف/ 53، وشرح المفصل/ 9/ 42، والأشموني/ 3/ 218].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید