المنشورات

أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة … قليل بها الأصوات إلا بغامها

البيت من قصيدة للشاعر ذي الرّمة. يصف ناقته. وأنيخت ماض مبني للمجهول:
وأنختها: أبركتها. والبلدة الأولى: الصدر. والبلدة الثانية. الأرض. والبغام: بضم الباء:
هنا، صوت الناقة.
والشاهد: «إلا بغامها» على أن «إلّا» صفة للأصوات، وهي لتعريفها بلام الجنس شبيهة بالمنكر. ولما كانت «إلا» الوصفية في صورة الحرف الاستثنائي نقل إعرابها الذي تستحقه إلى ما بعدها: كأل الموصولة لما كانت في
صورة حرف التعريف نقل إعرابها أيضا إلى صلتها، وهو الوصف. فرفع: «بغامها» إنما هو بطريق النقل من «إلا» إليه، والمعنى: إنّ صوتا غير بغام الناقة قليل في تلك البلدة، وأما بغامها فهو كثير. والخلاصة: أن أحد أحوال «إلا» أن تكون صفة بمنزلة غير فيوصف بها وبتاليها، جمع منكّر، أو شبهه، ومثال
الجمع المنكر: قوله تعالى. لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا [الأنبياء: 22] فلا يصح كون «إلا» هنا للاستثناء لفساد المعنى. ولأنه لا يستثنى من الجمع المنكّر.
ومثال الجمع المنكر أيضا. «قليل بها الأصوات إلا بغامها» فإن تعريف الأصوات، تعريف الجنس. [شرح أبيات المغني/ 2/ 100].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید