المنشورات
وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني … وأشمتّ بي من كان فيك يلوم وأبرزتني للناس حتى تركتني … لهم غرضا أرمى وأنت سليم فلو أنّ قولا يكلم الجسم قد بدا … بجسمي من قول الوشاة كلوم
هذه الأبيات الثلاثة أوردها أبو تمام في باب «النسيب» من الحماسة لامرأة أجابت بها قول ابن الدمينة:
وأنت التي كلّفتني دلج السّرى … وجون القطا بالجلهتين جثوم
وأنت التي قطعت قلبي حزازة … وقرّفت قرح القلب وهو كليم
وأنت التي أحفظت قومي فكلّهم … بعيد الرّضا داني الصدود كظيم
واسم المرأة أميمة، كان ابن الدمينة يعشقها ويهيم بها مدة، فلما وصلته تجنّى عليها وجعل ينقطع عنها ثم زارها يوما: فتعاتبا طويلا: فقال لها وقالت له، ما أثبتناه. والأبيات من رقيق العتاب، وعذب الشعر ولهذا أثبتّ الجوابين.
والشاهد في الشطر الأول من أبيات أميمة - ذكره ابن هشام في المغني تحت عنوان الأشياء التي تحتاج إلى رابط. ومنها «الجملة الموصول بها الأسماء» ولا يربطها غالبا إلا الضمير. إمّا مذكورا، أو مقدّرا. قال: وقد يربطها ظاهر يخلف الضمير كقوله:
(فيا ربّ ليلى في رحمة الله أطمع) وقد مضى في حرف العين.
وهو قليل. قالوا: وتقديره: وأنت الذي في رحمته - وقد كان يمكنهم أن يقدروا «في رحمتك» كقوله: (وأنت الذي، البيت الأول).
وكأنهم كرهوا بناء القليل على القليل إذ الغالب «أنت الذي فعل» وقولهم «فعلت» قليل. ولكن مع هذا مقيس. [شرح أبيات المغني/ 7/ 86].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
1 سبتمبر 2023
تعليقات (0)