المنشورات

فعلا فروع الأيهقان وأطفلت … بالجهلتين ظباؤها ونعامها

هذا هو البيت السادس من معلقة لبيد بن ربيعة. وقبل البيت يذكر الأطلال، وأن الأمطار جاءتها، فارتوت أرضها، وأنبتت، فعلا .. الخ. وعلا: ارتفع. والأيهقان قال الزوزني: هو الجرجير البرّي. وعلا: تروى: غلا، بالغين، من غلا، السعر، أي ارتفع، وغلا الصبيّ، شبّ. ويروى (فاعتمّ نور الأيهقان) والمعنى واحد. فاعتمّ بمعنى ارتفع.
ومن روى (علا) بالعين، رفع (فروع) على الفاعلية، ومنهم من نصب، على أن الفاعل ضمير مستتر يعود على السيل أو الماء. وفروع: مفعول به. وزعم المرزوقي، أن النصب ضعيف، لأنه لا يناسب المعنى، لأنه إذا علا السيل الفروع، فقد أفسد الحياة .. الخ قلت: هذا وهم لأن إطفال الظباء جاء بعد السيل، وإذا جاء السيل، واستنقع ماؤها أدى ذلك إلى ريّ النبات وارتفاعه، أكثر من ارتفاعه إذا جاء مطر فقط. وإذا ارتفع النبات وجدت الحيوانات مرعى، ومأوى.
وقوله: أطفلت، أي: ولدت أولادا. والجلهتان: جانبا الوادي .. وهذا يؤكد معنى النصب، لأن النبات علت فروعه على الشاطئين، وليس في أرض الوادي.
والشاهد: ونعامها: قالوا: ظاهره أنه معطوف على (ظباؤها) والظباء تلد، ولكن النعام يفرخ، أو يبيض .. والتوجيه أن (ونعامها) مرفوع بعامل محذوف، مناسب. والتقدير (وأفرخت نعامها) وتكون الواو عطفت جملة على جملة أو يكون الشاعر توسع في معنى (أطفلت) فصيّره كقولك «أنتجت» وما يؤدي مؤداه وحينئذ يصح تسلطه على الظباء والنعام. والمعنى الأخير هو الأقوى. [الإنصاف ص 611، والخصائص].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید