وقوله: أتغضب: فاعل تغضب، ضمير قيس، وأنّث الّفعل لأنه أراد به القبيلة، والاستفهام للتعجب والتوبيخ، ويجوز أن يكون فاعل «تغضب» أنت، المستتر فيه، هو خطاب لجرير.
والإشكال في «إن» فقد رويت «إن» بكسر الهمزة، ونون ساكنة وزعم الكوفيون أنها بمعنى إذ، قالوا: وليست شرطية لأن الشرط مستقبل، وهذه القصة قد مضت. وأجاب الجمهور أنها شرطية، ويحمل المعنى على وجهين: أحدهما أن يكون على إقامة السبب مقام المسبّب، والأصل: أتغضب إن افتخر مفتخر بسبب كذا، إذ الافتخار بذلك يكون سببا للغضب، ومسببا عن الحزّ. والثاني: أن يكون على معنى التبيين، أي: أتغضب إن تبين في المستقبل أن أذني قتيبة حزتا فيما مضى وقرئت: أن: مفتوحة الهمزة، ساكنة النون: قال الخليل والمبرد:
الصواب أن أذناه، بفتح الهمزة من «أن» أي لأنّ أذنا. وهي عند الخليل أن الناصبة، وعند المبرد أنها «أن» المخففة من الثقيلة. [كتاب سيبويه ج 1/ 479، والصبان على الأشموني ج 4/ 9، وشرح أبيات مغني اللبيب ج 1/ 117، والمغني الشاهد رقم 28 ص 39].
مصادر و المراجع :
١- شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية
«لأربعة آلاف شاهد شعري»
المؤلف:
محمد بن محمد حسن شُرَّاب
تعليقات (0)