المنشورات

تزوّد منّا بين أذناه طعنة … دعته إلى هابي التراب عقيم

ينسب البيت إلى هوبر الحارثي: مضى هذا البيت في قافية الميم المرفوعة (عقيم) ويستشهدون به على استعمال المثنى بالألف دائما، كما ورد في البيت. ولكن بعض المصادر ترويه على اللغة القرشية (أذنيه)، فقد جاء في اللسان، مرتين، بالياء. وهذا يدلّ على أن سماع لغة الألف ليست موثوقة، أو ليست قوية. والذين رووا القافية مرفوعة أو مجرورة، لم يقولوا سبب الجرّ أو الرفع. فعقيم: معناه الذي لا يلد، أو التي لا تلد.
فأيّ شيء وصفت في البيت. وكونها صفة ل (طعنة) أقرب إلى المعنى، لكن طعنة (منصوبة ب (تزوّد)، ليس هناك من تأويل، إلا أن تكون (ضربة) مجرورة مبدلة من الضمير المجرور (منّا). وفي لسان العرب ذكر بيتا سابقا مجرور القافية، وهو:
بمصرعنا النعمان يوم تألبت … علينا تميم من شظى وصميم
ومع ذلك فإن ابن منظور يروي البيت مفردا في مادة (هبا) وضبط برفع القافية (عقيم) فإن صحت رواية الرفع فإن تخريجها يكون سهلا. وهو أن تكون «عقيم» فاعل «دعته» أي: دعته عقيم إلى هابي التراب. والعقيم: الحرب. [شرح المفصل ج 3/ 128 والهمع ج 1/ 40. واللسان - صرع، وهبا، وشظى]. قال في مادة «شظى» والشظى من الناس: الموالي، والتبّاع وشظى القوم، خلاف صميمهم، وهم الأتباع والدخلاء عليهم بالحلق، وروى هنا ثلاثة أبيات لهوبر الحارثي، أولها:
ألا هل أتى التّيم بن عبد مناءة … على الشنء فيما بيننا ابن تميم
وتلاحظ أن قافيته مجرورة، ولكنها جاءت قلقة مضطربة في غير محلها، وكأنها صناعة طالب علم مبتدئ، يعرف العروض، ولم يتمكن من اللغة، وأراد أن يقول الشعر، فقاله يدرّب نفسه على تركيب الوزن الشعري، دون النظر إلى صحة المعنى. والله أعلم.




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید