المنشورات

أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه … وقد حيل بين العير والنّزوان

البيت لصخر بن عمرو الشريد أخي الخنساء. وذلك أنه طعنه ربيعة الأسدي فمرض زمانا حتى ملّته زوجته، فمرّ بها رجل، وكانت ذات خلق وأوراك فقال لها: كيف مريضكم، فقالت: لا حيّ فيرجى ولا ميت فينعى ثم قال لها: هل يباع الكفل؟ قالت:
نعم، عما قليل، وذلك بمسمع من صخر فقال لها: أما والله لئن قدرت لأقدمنّك قبلي، وقال لها: ناوليني السيف
أنظر إليه هل تقلّه يدي، فناولته فإذا هو لا يقلّه فقال:
أرى أمّ صخر لا تملّ عيادتي … وملّت سليمى موضعي ومكاني
فأيّ امرئ ساوى بأم حليلة … فلا عاش إلّا في شقى وهوان
أهمّ بأمر ... … .. البيت
وقوله: أهم بأمر الحزم. مراده قتل زوجته. و «لو» للتمني، والنزوان: بفتح النون والزاي، مصدر، نزا الحمار ينزو على أنثاه، إذا وثب عليها للجماع. والشطر الأخير مثل يضرب في منع الرجل مراده. والبيت ذكره ابن هشام في المغني تحت عنوان «الأمور التي يكتسبها الاسم بالإضافة، وهي أحد عشر. والحادي عشر هو البناء، وذلك في ثلاثة أبواب: أحدها، أن يكون المضاف مبهما، كغير ومثل، ودون. وفي البيت الشاهد قوله «حيل بين العير» على أن «بين» مفتوح الآخر فتحة بناء، ووقع نائب فاعل. ولكن قال الدّماميني: إن التأويل في هذا البيت متعيّن، إذ لا سبيل إلى أن يقال بأنّ فتحة «بين» فتحة بناء، لأنه مضاف إلى معرب، فيجب التأويل، بأن يدعى أن النائب عن الفاعل ضمير مصدر مقرب معهود، والمعنى: حيل الحول بين العير والنزوان. [شرح أبيات المغني/ 7/ 116، والخزانة/ 1/ 348، والأصمعيات/ ص 146، واللسان «نزا»].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید