المنشورات

أنّى جزوا عامرا سوأى بفعلهم … أم كيف يجزونني السّوأى من الحسن أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به … رئمان أنف إذا ماضنّ باللّبن

الشاعر أفنون، ظالم بن معشر من شعراء تغلب في الجاهلية.
وقوله: أنّى جزوا. استفهام تعجبي. وأنّى: بمعنى كيف. والواو: ضمير عشيرته.
وعامر: أبو القبيلة، والمراد هنا القبيلة، وصرفه باعتبار الحيّ. والباء: للمقابلة.
والسّوأى: نقيض الحسنى، مؤنث الأسوأ. ولأجل القافية قابل السوأى بالحسن، وحقه «الحسنى». يقول: أتعجب لقومي كيف عاملوا بني عامر بالسوء في مقابلة فعلهم الجميل.
وقوله: أم كيف يجزونني: أم، للإضراب عن الأول، يقول: بل أتعجب من قومي كيف يعاملونني بالسوء حال كونه بدلا من الفعل الحسن. وأضرب عن الأول للإشارة إلى أنّ إساءتهم لبني عامر سهل بالنسبة إلى إساءتهم إليه.
وقوله: أم كيف ينفع: أم، هذه للإضراب أيضا، وكيف: للاستفهام الإنكاري والرئمان: بكسر الراء، والهمز: مصدر رئمت الناقة ولدها من باب فرح، إذا أحبته وعطفت عليه.
وقوله: إذا ما ضنّ: بالبناء للمجهول وفي الأمثال «لا أحبّ رئمان أنف وأمنع الضرع». يضرب لمن يظهر الشفقة ويمنع خيره. وأصله أنّ «العلوق» وهي الناقة التي تفقد ولدها بنحر أو موت، فيسلخ جلده ويحشى تبنا ويقدم إليها لترأمه أي لتعطف عليه ويدرّ لبنها فينتفع به، فهي تشمه بأنفها وينكره قلبها، فتعطف عليه ولا ترسل اللبن فشبّه ذاك بهذا.
وللبيتين في مجالس الخلفاء قصة بين الأصمعي والكسائي في حضرة الرشيد. حيث رأى الأصمعي أن «رئمان» بالرفع فقط.
وأما الكسائي فقال: فيها الرفع، والنصب. والجرّ.
أما الرفع: فعلى البدل من «ما» التي تعرب فاعلا في محل رفع.
والنصب: بالفعل «تعطي».
والجر: بدل من الهاء في «به» [شرح أبيات مغني اللبيب 1/ 240، والمفضليات/ 263، واللسان «سوأ» والخزانة/ 11/ 140].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید