المنشورات

ألا من مبلغ حسّان عنّي … أطبّ كان داءك أم جنون

البيت لأبي قيس بن الأسلت. كان يهاجي حسان في الجاهلية. وقد اختلف في إسلامه.
يقول: أذهب عنك عقلك بسحر، حتى اجترأت على هجائي، أم أصابك جنون؟ فلم تدر ما صنعت. يعظم في نفس حسان ما يأتي من هجاء الأوس وشعرائها ويتوعده بالمقارضة. وكان حسان خزرجيا، وأبو قيس أوسيا. والطب: بالكسر معناه السحر.
والشاهد: (كان داءك أم جنون) على أنه يصح في بابي كان، وإنّ الإخبار بمعرفة عن نكرة ... فإن (داءك) خبر كان، مضاف إلى ضمير، والضمير من المعارف، فيكون (داء) معرفة. ومثله: «أظبي كان أمّك أم حمار». وقد حرّف الخبثاء البيت الشاهد في كتاب
النحاس (شرح أبيات سيبويه) فروى الشطر الثاني (أظبي كان أمّك أم حمار) مع أن بيت أبي الاسلت من قصيدة نونية، وهذا الشطر من قصيدة رائية، لثروان بن فزارة، وقد مضى في حرف الراء هذا: وقد قالوا إن بيت ثروان بن فزارة محرّف أيضا، وإن الأصل فيه.
فإنّك لا يضرّك بعد عام … أظبي ناك أمّك أم حمار
وربما قلبوا اللفظة من (ناك) إلى (كان) تحرّجا. مع أن قوله (أظبي كان أمك ..) فيه إشكال. ذلك أن الظبي والحمار ذكران، وهو يقول «أمك» وكان حقه أن يقول أبوك ...
فاعتذروا عن ذلك، بأن «الأم» معناها الأصل. ودار بينهم الجدل حول بيت محرف، ولم يكلفوا أنفسهم مراجعة الأصول للتثبت من الرواية. وصدق القائل:
إذا اجتمعوا على ألف وواو … وياء هاج بينهم جدال
[الخزانة ج 9/ 295، وسيبويه ج 1/ 23، واللسان (طبب).




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید