المنشورات

لتقعدنّ مقعد القصيّ … منّي ذي القاذورة المقليّ أو تحلفي بربّك العليّ … أني أبو ذيّالك الصّبيّ

هذا الرجز منسوب إلى رؤبة بن العجاج، وينسب إلى أعرابي قدم من سفر فوجد امرأته وضعت ولدا فأنكره.
والقصيّ: البعيد النائي. ذي القاذورة: المراد به، الذي لا يصاحبه الناس لسوء خلقه ويقال: هذا رجل قاذورة، وهذا رجل ذو قاذورة، إذا كان الناسأخلاقه، ودنيء طباعه. المقليّ: المكروه، من قولهم: قلاه، يقليه. إذا أبغضه، ويأتي من قلاه يقلوه، فهو واوي ويائي. ولكن اسم المفعول هنا من اليائي، وإلا لقال: مقلوّ.
لتقعدن: اللام في جواب قسم محذوف - تقعدن: مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال - وياء المؤنثة المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين: فاعل.
مقعد: مفعول فيه، ظرف مكان. ذي: نعت للقصي مجرورة بالياء.
أو: حرف عطف بمعنى إلا. تحلفي: مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو.
ذيّالك: اسم إشارة، واللام للبعد، والكاف: حرف خطاب. والصبي: بدل منه.
والشاهد: أنّي: حيث يجوز في همزة (أن) الكسر والفتح، لكونها واقعة بعد فعل قسم، لا لام بعده.
أما الفتح: فعلى تأويل أنّ مع اسمها وخبرها بمصدر مجرور بحرف جرّ محذوف والتقدير: أو تحلفي على كوني أبا لهذا الصبي.
وأما الكسر: فعلى اعتبار إنّ واسمها وخبرها جملة لا محل لها، جواب القسم ووجه جواز الوجهين في هذا الموضع: أنّ القسم يستدعي جوابا. لا بدّ أن يكون جملة، ويستدعي محلوفا، عليه يكون مفردا، ويتعدى له فعل القسم بعلى، فإن قدرت (أنّ) بمصدر، كان هو المحلوف عليه وكان مفردا مجرورا بعلى محذوفة. وإن قدرت (إنّ) جملة فهي جواب القسم [الأشموني/ 1/ 276، والخزانة/ 11/ 275].
 يتحامون صحبته لسوء 



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید