المنشورات

الزَّجَّاج

النحوي، اللغوي: إبراهيم بن محمد (1) بن السري بن سهل الزّجاج (2) النحوي، أَبو إسحاق.
من مشايخه: المبرّد، وثعلب وغيرهما.
من تلامذته: أَبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي، وأَبو علي الفارسي، وجماعة.
كلام العلماء فيه:
* تاريخ بغداد "كان من أهل الفضل والدين حسن الاعتقاد، جميل المذهب" أ. هـ.
* المنتظم: "أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: أخبرنا علي بن أبي علي، قال: حدثني أَبو إسحاق الزجاج، قال: كنت أؤدب القاسم بن عبيد الله، فأقول له: إن بلغك الله مبلغ أبيك ووليت الوزارة ماذا تصنع بي؟ فيقول: ما أحببت، فاقول: [أن] تعطيني عشرين ألف دينار، وكانت غاية أمنيتي، فما مضت إلا ستون حتى ولي القاسم الوزارة وأنا  على ملازمتي له، وقد صرت نديمه، فدعتنى نفسي إلى إذكاره بالوعد ثم هبته، فلما كان في اليوم الثالث من وزارته، قال لي: يا أبا إسحاق ألم أرك أذكرتني بالنذر؟ فقلت: عولت على رأي الوزير أيده الله، وأنه لا يحتاج إلى إذكار لنذر عليه في أمر خادم واجب الحق، فقال لي: إنه المعتضد [بالله] ولولاه ما تعاظمني دفع ذلك إليك في مكان واحد، ولكن أخاف أن يصير له معك حديثًا فاسمح لي أن تأخذه متفرقًا، فقلت: أفعل، فقال: اجلس للناس وخذ رقاعهم في الحوائج الكبار، واستجعل عليها، ولا تمتنع من مسألتي شيئًا تخاطب فيه صحيحًا كان أو محالًا إلى أن يحصل لك مال النذر، ففعلت ذلك وكنت أعرض عليه كل يوم رقاعًا فيوقع فيها، وربما قال لي: كم ضمن لك على هذا؟ فأقول: كذا وكذا فيقول: غبنت هذا يساوي كذا وكذا فاستزد، فأراجع القوم فلا أزال أماكسهم ويزيدونني حتى أبلغ [ذاك] الحد الذي رسمه [لي]، قال: وعرضت عليه شيئًا عظيمًا فحصلت عندي عشرون ألف دينار وكثر منها في مديدة، فقال لي بعد شهور: يا أبا إسحاق حصل مال النذر؟ فقلت: لا فسكت وكنت أعرض ثم يسألني في كل شهر أو نحوه هل حصل المال؟ فأقول: لا خوفًا من انقطاع الكسب إلى أن حصل عندي ضعف ذلك المال، فسألني يومًا فاستحييت من الكذب المتصل، فقلت: قد حصل لي ذلك ببركة الوزير، فقال فرجت والله عني فقد كنت مشغول القلب إلى أن يحصل لك، قال: ثم أخذ الدواة فوقع لي إلى خازنه بثلاثة آلاف دينار [صلة] فأخذتها وامتنعت أن أعرض عليه شيئًا، ولم أدر كيف أقع منه، فلما كان من غد جئته وجلست على رسمي فأومأ إليٌ هات ما معك، يستدعي مني الرقاع على الرسم، [فقلت] ما أخذت من أحد رقعة، لأن النذر قد وقع الوفاء به ولم أدر كيف أقع من الوزير، فقال يا سبحان الله أتراني كنت أقطع عنك شيئًا قد صار لك عادة وعلم به الناس وصارت لك به منزلة عندهم وجاه وغدو ورواح إلى بابك ولا يعلم سبب انقطاعه فيظن ذلك لضعف جاهك عندي أو تغير رتبتك، اعرض علي على رسمك، وخذ بلا حساب فقبلت يده وباكرته من غد بالرقاع، وكنت أعرض عليه كل يوم إلى أن مات وقد أثلث حالي هذه.
قال المصنف [رحمه الله] رأيت كثيرًا من أصحاب الحديث والعلم يقرأون هذه الحكاية ويتعجبون مستحسنين لهذا الفعل غافلين عما تحته من القبيح، وذلك أنه يجب على الولاة إيصال قصص المظلومين وأهل الحوائج، فإقامة من يأخذ الأجعال على هذا قبيح حرام، وهذا مما يهن به الزجاج وهنًا عظيمًا، ولا يرتفع لأنه إن كان لم يعلم ما في باطن ما قد حكاه عن نفسه فهذا جهل بمعرفة حكم الشرع، وإن كان يعرف فحكايته في غاية القبح نعوذ بالله من قلة الفقه" أ. هـ.
* وفيات الأعيان: "إليه ينسب أَبو القاسم عبد الرحمن الزجاجي صاحب كتاب (رد الجُمل في النحو) لأنه كان تلميذه" أ. هـ.
* السير "لازم المبرّد وكان يعمل الزجاج ويعطي المبرد كل يوم درهمًا، فنصحه وعلمه" أ. هـ.
* البداية والنهاية: "كان فاضلًا دينًا حسن  الاعتقاد، وله المصنفات الحسنة .. " أ. هـ.
* البغية: "آخر ما سمع منه: اللهم احشرني على مذهب أحمد بن حنبل" أ. هـ.
* قلت: والناظر في كتابه (معاني القرآن) يلاحظ أنه قد سلك مسلك الأشاعرة في عدة مواطن من كتابه ففي تعليقه على قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبِّكَ} قال: أي إلا أن تأتيهم ملائكة الموت {أَوْ يَأْتِيَ رَبِّكَ} ويأتي إهلاك ربك إياهم وانتقامه منهم انتهى (2/ 307)، وكذلك نراه يفسر معنى استوى في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال: قالوا معنى استوى استولى. والله أعلم انتهى (3/ 350)، والذي يدل عليه استوى في اللغة على ما فعله من معنى الاستواء.
ثم نراه في موطن آخر ينقل تفسير أهل اللغة بما يوافق ما ذهب إليه الأشعرية من بعده ثم يتجه بما يخالفه من قول السلف ولا يرجح أحدهما على الآخر، ومن ذلك ما نراه في معانيه (5/ 210) يقول في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}: "معنى يكشف عن ساق في اللغة يكشف عن الأمر الشديد، قال الشاعر:
قد شمرت عن ساقِها فشدوا ... وجَدَت الحربُ بكم فَجَدّوا
والقوسُ فيها وترعرَدُ
وجاء في التفسير عن أحمد بن حنبل قال: ثنا أبي قال ثنا محمد بن جعفر يعني غندر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال ابن عباس في قوله: إلا أن ذلك غير واضح في مذهبه، إذ أنه في مواضع كثيرة يقرر مذهب أهل السنة.
ثم أقول لقد ذكر في كتابه "سماء الله الحسنى، لمؤلفه عبد الله بن صالح الغصن ما أوله في بعض الصفات إليك نصه:
"إن الزجاج -رحمه الله- له بعض التأويلات في باب الصفات، أذكر منها على سبيل المثال:
[أ] تأويله صفة المحبة بقوله: "والمحبة من الله لخلقه: عفوه عنهم، وإنعامه عليهم برحمته، ومغفرته، وحسن الثناء عليهم". (1)
[ب] تأويله صفة اليد، فقال في تفسير قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوَطَتَانِ} [المائدة: 64].
"المعنى: بل نعمتاه مبسوطتان، ونعم الله أكثر من أن تحصى .. وقيل: أي جواد" (2).
[جـ]- تأويله صفة الرضا، فقال - في تفسير قول الله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: 18]: "أي علم أنهم مخلصون" (3).
[د]- نفي صفة علو الذات، فقال في تفسير اسم العلي: "الله تعالى عليٌّ على خلقه، وهو علي عليهم بقدرته، ولا يجب أن يذهب بالعلو إلى ارتفاع المكان ... " (4).
وصرح - كذلك - في موضع آخر بقوله: "وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحل؛ لأن الله يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن، وارتفاع السلطان" أ. هـ.
وفاته: سنة (311 هـ) وقيل (310 هـ)، وقيل (316 هـ) .. إحدى عشرة، أو عشر أو ست  عشرة وثلاثمائة.
من مصنفاته: "معاني القرآن"، و"النوادر" و"فعلت وأفعلت".






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید