المنشورات

الأَحْسائي

المفسر أحمد بن زين الدين بن إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر بن راشد الصقري المطيرفي الأحسائي البحراني.
ولد: سنة (1166 هـ) ست وستين ومائة وألف.
من مشايخه: مهدي بحر العلوم الطباطبائي والميرزا مهدي الشهرستاني الحائري وغيرهما.
من تلامذته: إبراهيم الكرباسي "صاحب الإشارات" والميرزا علي بن محمد الملقب بالباب الذي أحدث مذهب البابية وغيرها.
كلام العلماء فيه:
• أعيان الشيعة: "لا بد لنا قبل الخوض في أحواله من الإشارة إلى طريقة الكشفية المعروفين أيضًا بالشيخية لأنه كان من أركان هذه الطريقة بل هو مؤسسها وإليه ينسب متبعوها فيسمون بالشيخية أي أتباع الشيخ أحمد المذكور كما يسمون بالكشفية نسبة إلى الكشف والإنعام الذي يدعيه هو ويدعيه أتباعه وهي طريقة ظهرت في تلك الأعصار ومبناها على التعمق في ظواهر الشريعة وادعاء الكشف كما ادعاه جماعة من مشائخ الصوفية وهولوا به وتكلموا بكلمات مبهمة وشطحوا شطحات خارجة عما يعرفه الناس ويفهمونه، وهذا التعمق في ظواهر الشريعة ما لم يستند إلى نص قطعي من صاحب الشرع وبرهان جلي قد يؤدي إلى محق الدين لأن كل إنسان يفسر الباطن بحسب شهوة نفسه ويجعل ذلك حجة على غيره ويقول هذا من الباطن الذي لا تفهمه.
وينسب إلى الكشفية أمور إذا صحت فهي غلو، بل ربما ينسب إليهم ما يوجب الخروج عن الدين وقد كتب في عقائدهم الأغا رضا الهمذاني الواعظ المعاصر رسالة سماها هدية النملة إلى رئيس الملة أهداها للإمام الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي نزيل سامرا بين فيها خروج جملة من معتقداتهم عن جادة الصواب وهي مطبوعة في الهند رأيتها وقرأتها والله العالم بأسرار عباده.

واتبع هذه الطريقة بعد ظهورها جماعة من أهل الحائر وبلد المسيب وشثاثا والبصرة وناحية الحلة والقطيف والبحرين وبلاد العجم وغيرها وكثير منهم من العوام اللذين لا يعرفون معنى الكشفية وغاية ما عندهم أن يقولوا نحن كشفية مع التزامهم بإقامة فروض الإسلام وسنته المطهرة وترك محرماته تولانا الله وإياهم بعفوه وغفرانه ومهما يكن من الأمر فإن لصاحب الترجمة وأمثاله من الكشفية شطحات وعبارات معميات من خرافات وأمور تلحق بالسخافات تشبه شطحات بعض الصوفية منها ما رأيته صدفة في شرحه للزيادة الجامعة المطبوع وجدته في بيت من بيوت كربلا في بعض أسفاري للزيارة وفيه أن كل شيء يبكي على الحسين - عليه السلام - ما لا أحب نقله (ومنها) ما رأيته في رسالة له صغيرة مخطوطة ذهب عني اسمها وقد سأله سائل عن الدليل على وجود المهدي - عليه السلام - ليجرب به من اعترض عليه فيه فأجابه بعبارات لا تفهم تشبه هذه العبارة: إذا التقى كاف الكينونة مع باء البينونة مع كثير من أمثال هذا التعبير ظهر ما سألت عنه ثم قال له: ابعث بهذا الجواب إلى المعترض فإن فهمه فقد أخزاه الله وإن لم يفهمه فقد أخزاه الله، فقلت لما رأيت ذلك: إن كان بعث إليه بهذا الجواب فلا شك أنه لم يفهمه وقد أخزاه الله، وفي الناس من يدافع ويحامي عن أمثال هذه الشطحات والعبارات المعميات ويقول لا بد أن يكون لهم فيها مقصد صحيح ولا يجب إذا لم نفهم المراد منها أن نقدح فيها وهو قول من لا يعقل ولا يفهم أو لا يحب أن يعقل ويفهم.
وقال السيد شفيع الموسوي في الروضة البهية في الطرق الشفيعية الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي كان من أهل الإحساء وتوطن برهة من الزمان في يزد ثم انتقل إلى كرمانشاه بطلب من محمد علي ميرزا ابن فتحعلي شاه القاجاري وسمعت أنه أعطاه ألف تومان لأداء دينه ونفقة سفره إلى كرمانشاه وجعل له وظيفة كل سنة سبعمائة تومانًا ثم انتقل إلى كربلا وتوطن فيها وقام مقدمه في كرمانشاه ابنه الشيخ علي والشيخ المذكور كان ذاكرًا متفكرًا لا يتكلم غالبًا إلا في العلم والجواب عن السؤالات العلمية أصولًا وفروعًا وحديثًا وكان مشغولًا بالتدريس ويدرس أصول الكافي والاستبصار ولم نر منه إلا الخير إلا أن جمعًا من العلماء المعاصرين له قدحوا فيه قدحًا عظيمًا بل حكم بعضهم بكفره نظرًا إلى ما يستفاد من كلامه من إنكار المعاد الجسماني والمعراج الجسماني والتفويض إلى الأئمة وغير ذلك من المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وما رأيت في كلامه ذلك إلا أن الذين يحكى عنهم استفادوه من كلماته وصار هذا داهية عظمى في الفرقة الباجية وذهب جمع من الطلبة بل العلماء الكاملين إلى المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وصار هذا سبيلًا لإضلال جمع من عوام الناس فالطائفة الشيخية في هذا الزمان ولهم مذاهب فاسدة وأكثر الفساد نشأ من أحد تلامذته السيد كاظم الرشتي والمنقول عن هذا السيد مذاهب فاسدة لا أظن أن يقول الشيخ بها بل المنقول أن السيد علي محمد الشيرازي المعروف بالباب الذي يدعي دعاوي فاسدة هو سماه الباب وكذا سمى بنت الحاج ملا صالح القزويني قرة العين، وإن لم يعلم رضاه بما ادعاه الباب وقرة العين، والباب صار سببًا لإضلال جمع كثير من العوام والباب  صار سببًا لإضلال جمع كثير من العوام والباب والخواص ذلك وصار سببًا لقتل نفوس كثيرة كما وقع في مازندران وزنجان وتبريز وغير ذلك من بلاد المسلمين فإن جماعة كثيرة ادعوا البابية وبرزوا وحاربوا السلطان في ترويج مذهبهم وأرادوا قتل السلطان ناصر الدين شاه بالخديعة ولم يظفروا بذلك وقتل السلطان رئيسهم ونابعيهم. جميعًا قاتلهم الله أنى يؤفكون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين وقصصهم معروفة مشهورة لا نطيل بذكرها وذكر مذاهبهم الفاسدة. قال: وهذا الشيخ يدعي أنه إذا أراد الوصول إلى خدمة الأئمة وسؤالهم رآهم في المنام وسألهم وتنكشف عليه العلوم المشكلة أ. هـ.
وقد ترجمه تلميذه السيد كاظم الرشتي الحائري أحد أركان الكشفية في رسالة له ذكر فيها اختلاف الأصولية والشيخية من الشيعة، وما جرى على شيخه المذكور على ما نقل عنها فقال ما حاصله: العلامة الفيلسوف أحد نوادر الأعصار ونوابغ الأدوار مع عظم مواهبه وعلو فطرته وسمو فكرته ومن ذوي الأنفس الكبيرة الوثابة ولد في الاحساء ونشأ فيها وفارقها بعد استفحال شأن الوهابية في تلك البلاد إلى أن ورد البصرة فترك عياله فيها وخرج إلى زيارة المشهد بطوس وعرج في طريقه إليها على يزد فأعجب به اليزديون وبمشاركته في الأداب والعلوم على اختلافها وأقام بين أظهرهم مدة انتشر فيها ذكره واشتهر أمره حي استدعاه فتح علي شاه إلى طهران وأراده على الإقامة بها فذهب إلى طهران لكنه امتنع من الإقامة فيها وعاد برضا الشاه إلى يزد واستقدم بمعونته عياله من البصرة إليها وكان يدأب في التدريس وتلقين الناس وبث الدعوة الروحانية التي ترمي في النظر إلى الأشياء إلى ما لم يكن مألوفأ يومئذ من الشذوذ عن الظاهر والتمسك بالباطن ونحو ذلك".
ثم قال: "وقد ادعى تلميذه الرشتي ما محصله: أن تحصيله وانشراح صدره على هذه الصورة إنما هو من بعض أنواع الإلهامات والنفث في الروع أو من مثل الكشف والإشراق ونحو ذلك من العنايات الخاصة، مما هو خارج عن مألوف عادات البشر، وأورد من أخلاقه وأحواله أنه كان متوجهًا منقطعًا إلى الله معرضًا عن كل ما سواه".
ثم قال: "ودعوى الكشف والإلهام والخروج عن ظواهر الشريعة إلى بواطنها بدون برهان قطعي ولا نص جلي لا يقبل الاحتمال، ولا التأويل مفسدة ما بعدها مفسدة؛ وبسببها كان ضلال بعض الفرق وخروجها عن دين الإسلام. والانقطاع عن الخلق وعن مخالطة الناس ومعاشرتهم مرغوب عنه في الشريعة الإسلامية المطهرة، ومخالف لسيرة الأنبياء عليهم السلام وطريقتهم، نعم قد يرجح ذلك في مخالطة بعض الأشرار الذين لا يؤمل هدايتهم بالمخالطة ويخاف من عدواهم بأخلاقهم، وإجهاد النفس والبدن حتى يورده موارد العلل والأسقام مخالف لما جاءت به الشريعة السهلة السمحاء وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يسأل فينتظر الوحي ليجيب، ولما سئل عن الروح أوحى الله إليه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَلِيلًا} نعم إذا كان الجواب مثل جوابه عن وجود المهدي - عليه السلام - هان عليه الجواب عن كل ما يسأل عنه".
ثم قال: "هذا وقد أطنب صاحب روضات الجنات في وصف هذا الرجل ومدحه وبالغ في الثناء عليه والدفاع عنه، بل مدحه بما لم يمدح به أحدًا من عظماء العلماء وأطال في ذلك بأسجاعه المعلومة، ولا بأس بنقل شيء، منها تفكهًا وعبرة، قال: لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم والمكرمة والحزم وجودة السليقة وحسن الطريقة وصفاء الحقيقة وكثرة المعنوية والعلم بالعربية والأخلاق السليمة والقيم المرضية والحكم العلمية والعملية وحسن التعبير والفصاحة ولطف التقرير والملاحة يرمى عنه بعض أهل الظاهر من علمائنا بالإفراط والغلو مع أنه لا شك من أهل الجلالة والعلو، إلى غير ذلك قال: وقد يذكر في حقه أنه كان ماهرًا في أغلب العلوم عارفًا بالطب والقراءة والرياضي والنجوم مدعيًا لعلم الصنعة (أي الكيميا) والإعداد والطلسمات ونظائرها من الأمر المكتوم (وقال) إنه كان شديد الإنكار للطريقة الصوفية الموهونة، بل ولطريقة ملا محسن الكاشي الملقب بالفيض في العرفان بحيث إنه قد ينسب إليه تكفيره (أقول) وهذا موضع المثل (القدر عبر المغرفة فقال يا سوداء يا مقرفة) قال ذهب في أواسط عمره إلى بلاد العجم وأكثر إقامته كان في يزد ثم انتقل منها إلى أصفهان وبقي فيها مدة ثم أراد الرجوع إلى كربلا فلما وصل قرميسين (كرمنشاه) طلب منه أميرها محمد علي ميرزا ابن فتحعلي شاه البقاء فيها وذلك خوفًا من وقوع فتنة أو خوفًا عليه أو بطلب من علماء العراق فبقي إلى أن توفي الأمير في سفره إلى حرب بغداد، ووقعت الفتن في إيران فارتحل إلى كربلا، ثم نقل عن تلميذه السيد كاظم الرشتي ما محصله: إنه لما بلغ الشقاق والنفاق بينه وبين من خالفه من فضلاء العراق مبلغه ولم يمكنه دفعه برهة لم يجد بدًا من عرض عقائده الحقة عليهم في مجتمعهم وطلب منهم أن يسألوه عما يريدون فلم يلتفتوا إلى قوله وكتبوا إلى رؤساء البلدان وأهل الحل والعقد من الأعيان أن الشيخ أحمد كذا وكذا اعتقاده فشوشوا أفكار الناس من قبله وأوغروا صدورهم عليه ولم يكفهم ذلك حتى أتوا ببعض كتبه إلى والي بنداد ليظهروا له أن فيها اعتقادات باطلة فخاف من ذلك ولم يمكنه الهرب ولا المقام ثم عزم على قصد بيت الله الحرام وباع كل ما عنده وخرج بأهله وعياله وأولاده مع ضعف بدنه وكبر سنه وشدة خونه فوافاه أجله في هديه على ثلاث مراحل من المدينة المنورة" أ. هـ.
• الأعلام: "متفلسف إمامي، هو مؤسس مذهب الكشفية نسبة إلى الكشف والإلهام يدعيهما وتبعه أتباع ربما قيل لهم "الشيخية" أيضًا، نسبة إلى "الشيخ أحمد" صاحب الترجمة ولهم شطحات وزندقات، وهو مع ذلك شديد الإنكار على طريقة المتصوفة" أ. هـ.
وفاته: سنة (1241 هـ) إحدى وأربعين ومائتين وألف.
من مصنفاته: "حياة النفس" في العقائد، و "بيان حجة الإجماع بأقسام الشيعة" و "ديوان مراثي أهل البيت الأطهار" و "تفسير سورة الاخلاص" وغيرها.



مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید