المنشورات

قوَّام السُّنة

النحوي، اللغوي، المفسر إسماعيل بن محمد (بن الفضل) بن علي بن أحمد بن طاهر الطلحي الأصبهاني أبو القاسم، الملقب بقوّام السنة، ويلقب بالجُوزي: أي الطائر الصغير.
ولد: سنة (457 هـ) سبع وخمسين وأربعمائة.
من مشايخه: سمع من أبي عمرو بن منده، وأبي نصر الزيني وغيرهما.
من تلامذته: حدث عنه: ابن عساكر، وأبو سعد والسّلفي، وغيرهم.
كلام العلماء فيه:
* البداية والنهاية: "سمع الكثير، ورحل وكتب وأملى بأصبهان، قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان إمامًا في الحديث والفقه والتفسير واللغة، حافظًا متقنًا. توفي ليلة عيد الأضحى وقد قارب الثمانين، ولما أراد الغاسل تنحية الخرقة عن فرجه ردها بيده، وقيل: إنه وضع يده على فرجه" أ. هـ.
* الأنساب: "هو أستاذي في الحديث، وعنه أخذت هذا القدر، وهو إمام في التفسير، والحديث واللغة والأدب عارف بالمتون والأسانيد أملى بجامع أصبهان قريبًا من ثلاثة آلاف مجلس" أ. هـ.
* السير: "قال أبو موسى المديني: أبو القاسم إسماعيل الحافظ إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره وقدوة أهل السنة في زمانه ... ولا أعلم أحدًا عاب عليه قولًا ولا فعلًا. ولا عانده أحد إلا ونصره الله، وكان نَزهِ النفس عن المطامع، لا يدخل على السلاطين، ولا على من اتصل بهم وقد أخلى دارًا من ملكه لأهل العلم مع خفة ذات يده، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده ... لا أعلم أحدًا في ديار الإسلام يصلح لتأويل الحديث إلا إسماعيل الحافظ".
وقال الذهبي: "وهذا تكلف، فإنه على رأس المئة الخامسة ما اشتهر، وإنما اشتهر قبل موته بعشرين عامًا ... قال الحافظ يحيى بن منده: كان أبو القاسم حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، قليل الكلام ليس في وقته مثله.
قال أبو موسى المديني: سألت إسماعيل يومًا: أليس قد روي عن ابن عباس في قوله: استوى:

قعد؟ قال: نعم، قلت له: إسحاق بن راهويه يقول: إنما يوصف بالقعود من يمل القيام. قال: لا أدري أيش يقول إسحاق. وسمعته يقول: أخطا ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب.
قال أبو موسى: أشار بهذا إلى أنه قل إمام إلا وله زلة، فإذا ترك لأجل زلته، تُرك كثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل" أ. هـ.
ثم قال: "وقال محمد بن ناصر الحافظ: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن ابن أخي إسماعيل الحافظ، حدثني أحمد الأسواري الذي تولى غَسْل عمي -وكان ثقة- أنه أراد أن يُنحي عن سوأته الخِرقة لأجل الغسل، قال: فجبذها إسماعيل بيده، وغطى فرجه، فقال الغاسل: أحياه بعد موت؟ ! ".
ثم قال: "قال أبو سعد: ... وسألته عن أحوال جماعة قال: ورأيته وقد ضعف أو ساء حفظه.
وقال محمد بن عبد الواحد الدقّاق: كان أبو القاسم عديم النظير، لا مثل له في وقته، كان ممن يضرب به المثل في الصلاح والرشاد.
وقال أبو طاهر السّلفي: هو فاضل في العربية ومعرفة الرجال.
وقال أبو عامر العَبدري: ما رأيت أحدًا قط مثل إسماعيل، ذاكرته، فرأيته حافظًا للحديث، عارفًا بكل علم، متفننًا، استُعجل عليه بالخروج، روى السلفي هذا عن العبدري.
وقال السلفي: وسمعت أبا الحسين بن الطيوري غير مرة يقول: ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد.
قلت: قول أبي سعد السمعاني فيه: "الجُوزي" بضم الجيم وبزاي، هو لقب أبي القاسم، وهو اسم طائر صغير.
وقد سئل أبو القاسم التيمي رحمه الله: هل يجوز أن يقال: لله حدٌّ أو لا؟ وهل جرى هذا الخلاف في السلف؟ فأجاب: هذه مسألة استعفي من الجواب عنها لغموضها، وقلة وقوفي على غرض السائل منها، لكني أشير إلى بعض ما بلغني، تكلم أهل الحقائق في تفسير الحد بعباراتٍ مختلفة، محصولها أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره، فإن كان غرض القائل: ليس لله حد: لا يحيط علم الحقائق به، فهو مصيب، وإن كان غرضه بذلك: لا يحيط علمه تعالى بنفسه فهو ضال، أو كان غرضه أن لله بذاته في كل مكان فهو أيضًا ضال.
قلت: الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفًا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا" أ. هـ.
ملاحظة: نسب لقوام السنة كتاب "إعراب القرآن" الذي حققته الدكتورة فائزة بنت عمر المؤيد وطبع في المملكة العربية السعودية سنة (1415 هـ) ونسبته لقوام السنة، وحقق الفاضل الدكتور عبد الهادي حميتو أن هذا الكتاب ليس لقوام السنة ورجح نسبته إلى أبي الحسن بن فضال المجاشعي، في بحث ماتع نشر في مجلة الحكمة الغراء، العدد (16).
وفاته: سنة (535 هـ) خمس وثلاثين وخمسمائة.
من مصنفاته: "التفسير" في ثلاثين مجلدة كبار، وسماه "الجامع"، وله "الإيضاح" في التفسير أربع مجلدات، و"الموضح" في التفسير ثلاث مجلدات، وله "المعتمد" في التفسير.




مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید