المنشورات

ضياء الدين السُّليمانِي

المفسر: إسماعيل بن هبة الله الإسماعيلي السليماني، ضياء الدين.
كلام العلماء فيه:
* قلت: لم نجد في المصادر المتوفرة لدينا من ترجمة له، وقد اعتمدنا في تبيين حاله الاعتقادي من تفسيره المذكور، فكان من الإمامية الإسماعيلية الباطنية، وإليك بعض ما نقلناه من تفسيره هذا الذي جعله قولًا ضد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما جعل آية عذاب ولا نفاق ولا كذب ولا غيرها من الوعيد والتهديد إلا جعلها لأصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وخاصة الشيخين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما بالتلميح والتصريح، وما من آية ثواب أو مغفرة أو ولاية أو غيرها من آيات الرحمة والوعد بالثواب إلا جعلها لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم، كعادة الشيعة في ظاهر أمرهم وفي باطنه.
قال في (1/ 9) في قوله تعالى من سورة التوبة: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَينَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ... } الآية.
"يعني فيما يقولون سابقًا ولاحقًا وأيضًا إن هذا المسجد الذي كانوا يجتمعون فيه في وقت الرسول ويعقدون فيه الآراء الفاسدة إنه من البقاع الخبيثة التي كانوا يجتمعون بها في كل دور ويتصل بها خبائث من حثالاتهم وهي تلحق بالسقيفة  بالرجسة ثم قال تعالى {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} يعني لا توميء إليه بشيء من أمور الدين وأيضًا ذلك الموضع لا تقم فيه بعبادة ظاهرة لكون الصور لا تشرق عليه وقد أمر النطق بإخراجه ظاهرًا وباطنًا ثم قال تعالى {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى} يعني الفطر خليفة الميم {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} يعني من ابتداء الفطرة {أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} يعني بالنص عليه في ذلك المقام ثم قال تعالى {فِيهِ رِجَالٌ} يعني فيه منظمة بجامع {يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَةَرُوا} يعني بخدمته أولًا ليسموا في دائرة مجمعه آخرًا".
وقال في أول سورة يونس: "قال الله تعالى {الر} إقسام منه بألف الفاطر المنفرد في المقام ولام الحسين وراء شبر، اللذين صارا مقامًا واحدًا {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} يعني إشارة إلى أسماء الكرار وصفاته {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا} يعني أهل النسبة الأدون {أَنْ أَوْحَينَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ} يعني من مجموع صفو زبدهم الريحية وصورهم الملألئة {أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} يعني بحجابه وهم أهل الجزائر وذلك من مخالفة وصية في الظاهر {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} يعني بوصية في الباطن المحتجب به الفاطر {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} يعني الحسين بالانضمام إليه {قَال الْكَافِرُونَ} يعني بهذه المقامات {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} يعني تعمية للعقول إرادة منهم الدحض لأمر من أمروا بطاعتهم ثم قال تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ} يعني العين {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} يعني المراتب الاستقرارية والاستيداعية {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} يعني في تنقله في ستة أدوار دور الفترة ودور مولانا هنيد ودور مولانا هود ودور مولانا إبراهيم ودور مولانا أدّ ودور مولانا خزيمة {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} يعني في الدور العمراني {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} يعني في هذه الأدوار لكونه يظهر في أول كل دور ويتجلى بالقباب النورانية فيه وكان ظهوره في هذا الدور العمراني واحتجابه بأسمائه فيه ظهورًا واحتجابًا كليًّا {مَا مِنْ شَفِيعٍ} يعني عند القائم المنتظر {إلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} يعني بواسطة حجابه".
وقال: " {إِلَيهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} يعني لدى قيام المنتظر؛ لأنه وزيره فيثيب ويعاقب {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا} يعني ذلك منه حتمًا مقضيًا".
قلت: هذا بعض ما جاء في تفسيره الباطني، ولو أردنا أن نذكر ما قاله ونوضحه لأوردنا جميعه، وفيه من الطامات ما العقل عنها برئ ... والله نسأل العافية في الدنيا والآخرة.
من مصنفاته: "مزاج التسنيم" في تفسير القرآن.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید