المنشورات

الطبري

المفسر المقرئ: محمّد بن جرير بن يزيد بن كثير، أَبو جعفر الطبري.
ولد: سنة (224 هـ) أربع وعشرين ومائتين.
من مشايخه: أَبو كريب محمّد بن العلاء، وعمرو بن علي الفلَّاس والحسن بن عرفة وغيرهم.
من تلامذته: الطبراني، وأَبو أحمد بن عدي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* قلت: الطبري إمام من أئمة الإسلام غني عن التعريف فإنه علامة عصره لا يُلحق له شأو، ولا يشق له غبار. انتهى.
* تاريخ بغداد: "كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظًا لكتاب الله، عارفًا بالقراءات بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرُقها، صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين عارفًا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في "أخبار الأمم وتاريخهما وله كتاب "التفسير" لم يصنف مثله وكتاب سماه "تهذيب الآثار" لم أرَ سِواه في معناه لكنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيار من أقاويل الفقهاء وتفرد بمسائل حفظت عنه" أ. هـ.
* المنتظم: "قال القاضي أَبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار وأَبو القاسم بن عقيل الوراق، أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا كم يكون قدره، قال ثلاثون ألف ورقة، ثم قالوا هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه! فاختصره في نحو ثلاث آلات ورقة، ثم قال أتنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا؟ قالوا كم يكون قدره؟ فذكر نحو مما ذكر في التفسير!
فأجابوا بمثل ذلك. فقال: "إنا لله! ماتت الهمم، فاختصره في نحو مما اختصر التفسير .. وذكر ثابت بن سنان في تاريخه أنه إنما أخفيت حاله لأن العامة اجتمعوا ومنعوا من دفنه بالنهار وادعوا عليه الرفض ثم ادعوا عليه الإلحاد، قال المصنف كان ابن جرير يرى جواز المسح على القدمين، ولا يوجب غسلهما فلهذا نسب إلى الرفض وكان قد دفع في حقه أَبو بكر بن أبي داود قصة إلى نصر الحاجب يذكر عنه أشياء فأنكرها منها أنه نسبه إلى رأي جهم وقال إنه قائل "بل يداه مبسوطتان: أي نعمتاه فأنكر هذا وقال: ما قلته. ومنها أنه روى أن روح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرجب سألت في كف علي فحساها فقال إنما الحديث (مسح بها على وجهه) وليس فيه حساها، قال المصنف رحمه الله وهذا أيضًا محال إلا أنه كتب ابن جرير في جواب هذا إلى نصر الحاجب: لا عصابة في الإسلام كهذه العصابة الخسيسة، وهذا قبيح منه لأنه كان ينبغي أن يخاصم من خاصمه وأما أن يذم طائفته جميعًا وهو يدري إلى من ينتسب فغاية في القبح .. " أ. هـ.
* السير: "قال الحاكم: سمعتُ حسينك بن علي يقول: أول ما سألني ابن خُزيمة فقال لي: كتبت عن محمّد بن جرير الطبري؟ قلت: لا، قال: ولم؟ قلت: لأنه كان لا يظهر، وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه، قال: بئس ما فعلت، ليتك لم تكتب عن كل من كتبت عنهم، وسمعت من أبي جعفر.
قال الحاكم: وسمعتُ أبا بكر بن بالويه يقول: قال لي أَبو بكر بن خُزيمة: بلغني أنك كتبت التفسير عن محمّد بن جرير؟ قلت: بلى، كتبته عنه إملاءً، قال: كله؟ قلت: نعم، قال: في أي سنة؟ قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين ومئتين. قال: فاستعاره مني أَبو بكر، ثم رده بعد سنين، ثم قال: لقد نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمّد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة.
ثم قال الذهبي: "وكان ممن لا يأخذه في الله لومة لائم مع عظيم ما يُلحقه من الأذى والشناعات، من جاهل، وحاسد، وملحد، فأما أهل الدين والعلم، فغير منكرين علمه، وزهده في الدنيا، ورفضه لها وقناعته -رحمه الله- بما كان يرد عليه من حصةٍ من ضيعةٍ خلَّفها له أَبوه بطبرستان يسيرة".
ثم قال: "قلت: جمع طرق الحديث: غدير خُمّ، في أربعة أجزاء، رأيت شطره، فبهرني سعة رواياته، وجزمتُ بوقوع ذلك.
قيل لابن جرير: إن أبا بكر بن أبي داود يُملي في مناقب علي. فقال: تكبيرة من حارس. وقد وقع بين ابن جرير وبين ابن أبي داود، وكان كل منهما لا يُنصف الآخر، وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داود، فكَثروا وشعّبوا على ابن جرير، وناله أذى، ولزم بيته، نعوذ بالله من الهوى.
وكان ابن جرير من رجال الكمال، وشنع عليه بيسير تشيع، وما رأينا إلا الخير، وبعضهم ينقل عنه كان يجيز مسح الرجلين في الوضوء، لم نر ذلك في كتبه".
ثم ذكر قول ابن جرير في كتابه التبصير فقال: "فقال ابن جرير في كتاب "التبصير في معالم الدين": القول فيما أدرك علمه من الصِّفات خبرًا، وذلك نحو إخباره تعالى أنه سميع بصير، وأن له يَدَين بقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64]، وأن له وجهًا بقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن: 27]، وأنه يضحك بقوله في الحديث: (لقي الله وهو يضحك إليه). و (أنه ينزل إلى سماء الدنيا) لخبر رسوله بذلك، وقال - عليه السلام -: (ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن).
إلى أن قال: فإن هذه المعاني التي وُصفت ونظائرها مما وصف الله نفسه ورسوله ما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والروية، ولا نكفر بالجهل بها أحدًا إلا بعد انتهائها إليه.
أخبرنا أحمد بن هبة الله: أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمّد، أخبرنا أَبو القاسم الأسدي، أخبرنا أَبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، أخبرنا أَبو سعيد الدينوري مستملي ابن جرير، أخبرنا أَبو جعفر محمّد بن جرير الطبري بعقيدته، فمن ذلك: وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر. وهذا (تفسير) هذا الإمام مشحون في آيات الصفات بأقوال السلف على الإثبات لها، لا على النفي والتأويل، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين أبدًا" أ. هـ.
* الوافي: "كان إمامًا في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وله مصنفات مليحة في فنون عديدة وكان من الأئمة المجتهدين ولم يقلد أحدًا. وهو ثقة في نقله وتاريخه أصحُّ التواريخ .. " أ. هـ.
* البداية والنهاية: "صنف التاريخ الحافل، وله التفسير الكامل الذي لا يوجد له نظير، وغيرهما من المصنفات النافعة في الأصول والفروع ومن أحسن ذلك تهذيب الآثار ولو كمل لما احتيج معه إلى شيء ولكان فيه الكفاية لكنه لم يتمه. وقد روى عنه أنه مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة نسبة الحنابلة إلى الرفض ومن الجهلة من رماه بالإلحاد، وحاشاه من ذلك كله. بل كان أحد أئمة الإسلام علمًا وعملًا بكتاب الله وسنة نبيه. وإنما تقلدوا ذلك عن أبي بكر محمّد بن داود الفقيه الظاهري .. حيث كان يتكلم فيه ويرميه بالعظائم .. " أ. هـ.
* المقفى: "وكان ممن لا تأخذه في دين الله لومة لائم، وحكي أنه استخار الله وسأله الإعانة على تصنيف التفسير ثلاث سنين فأعانه .. " أ. هـ.
وفاته: قال أَبو محمد الفرغاني: حدثني أَبو بكر الدينوري قال: لما كان وقت صلاة الظهر من يوم الإثنين الذي توفي فيه -في آخره- ابن جرير طلب ماء ليجدد وضوءه، فقيل له: تؤخِّر الظهر تجمع بينها وبين العصر. فأبى وصلى الظهر مفردة، والعصر في وقتها أتم صلاة وأحسنها.
وحضر وقت موته جماعة منهم: أَبو بكر بن كامل، فقيل له قبل خروج روحه: يا أبا جعفر! أنت الحجة فيما بيننا وبين الله فيما ندين به، فهل من شيء توصينا به من أمر ديننا، وبينه لنا نرجو بها السلامة في معادنا؟ فقال: الذي أدين الله به وأوصيكم هو ما ثبت في كتبي، فاعملوا به وعليه. وكلامًا هذا معناه، وأكثر من التشهد وذكر الله عَزَّ وَجَلَّ، ومسح يده على وجهه، وغمض بصره بيده، وبسطها وقد فارقت روحه الدنيا وكان ذلك عام (310 هـ).
من مصنفاته: "جامع البيان في تفسير القرآن" ويعرف بتفسير الطبري، و"أخبار الرسل والملوك" ويعرف بتاريخ الطبري و"اختلاف الفقهاء" وغيرها.






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید