المنشورات
السُّلمي
المفسر: محمّد بن الحسين بسن محمّد بن موسى الأزدي السلمي النيسابوري، أبو عبد الرحمن، الصوفي.
ولد: سنة (325 هـ) خمس وعشرين وثلاثمائة.
من مشايخه: أبو العباس الأصم، وأحمد بن محمّد بن عبدوس، والطرائفي وغيرهم.
من تلامذته: أبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو العلاء الواسطي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• تاريخ بغداد: "صنف للصوفية سننًا وتفسيرًا وتاريخًا.
قال محمّد بن يوسف القطان النيسابوري: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئًا يسيرًا، فلما مات الحاكم أبو عبد الله بن البيع حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه.
قال: وكان يضع الحديث للصوفية صاحب حديث" أ. هـ.
قلت: وقد علق السبكي علي هذا القول قائلًا: قول الخطيب فيه هو الصحيح، وأبو عبد الرحمن ثقة، ولا عبر بهذا الكلام فيه.
• المنتظم: "كان له عناية بأخبار الصوفية فصنف لهم، تفسيرًا وسننًا وتأريخًا وجمع شيوخًا وتراجم وأبوابًا، وله بنيسابور دويرة معروفة يسكنها الصوفية وفيها قبره ... " أ. هـ.
• تاريخ الإسلام: "كان شيخ الصوفية وعالمهم بخراسان".
وقال: "كان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية".
ثم قال: "قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه: أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علم القوم. وقد ورث التصوف عن أبيه وجده. وجمع من الكتب ما لم يُسبق إلي ترتيبه، حتى بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر".
وقال: "قلت -أي الذهبي-: وروي عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قل ما رأيت من أصحاب المعاملات مثل أبيه، وأمّا هو فإنه صنف في علوم التصوف".
وقاال: "قلت -أي الذهبي-: "كان وافر الجلال، له أملاك ورثها من أمه، وورثتها هي من أبيها.
وتصانيفه يقال إنها ألف جزء. وله كتاب سمّاه (حقائق التفسير) ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرمطة، فدونك الكتاب فستري العجب، ورُويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه" أ. هـ.
• طبقات الشافعية للسبكي: "له اليد الطولي في التصوف، والعلم الغزير، والسير علي سنن السلف" أ. هـ.
• قلت: ومن كتاب "طبقات الصوفية" وبقلم المحقق، قال: "مدرسة السلمي:
لا ريب أن التطور الذي شمل الحياة الإسلامة بعامة، والفكر الإسلامي بخاصة، قد أثر علي التصوف. فهو عنصر منه، يتأثر به جذبًا ودفعًا.
ولا ريب كذلك أن كثيرًا "من المتخرمين المتهوسين من جهال هذه الطائفة" قد انحرفوا عن الاتجاه الأول الذي اتجه فيه أسلافهم.
وقد جهد الحريصون، من شيوخ الصوفية، أن يردوا الناس إلي الطريق السوي أوضح من بذل في ذلك جهدًا، من متصوفة المشرق، هو الجنيد في بغداد.
كان مذهب الجنيد، أن يعرض أمره علي الكتاب والسنة، فما وافقهما قبله، وما خالفهما رفضه. وكان له في بغداد مدرسة، تتجه اتجاهه وتسمع لرأيه. والحق أن هذا الاتجاه قد صادف قبولًا عند المسلمين، عامتهم وخاصتهم، فأحبوا الجنيد وعظموه.
وفي نيسابور وما يجاورها مدرسة أخرى، قامت تدعو بهذه الدعوة، قوامها وأظهر رجالها، أبو نصر السراج، صاحب "اللمع". وتلميذه أبو عبد الرحمن السلمي "صاحب الطبقات" وتلميذ السلمي صاحب "الرسالة القشيرية". فقد كانت "حقيقة هذا المذهب عندهم متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغ وشرع، وأشار إليه وصدع، ثم القدوة المتحققين من علماء المتصوفة ورواة الآثار".
ولست أحاول أن أحصي وجوه الاتفاق والاختلاف بين هاتين المدرستين، ولكني ألفت النظر إلي ما تميزت به مدرسة نيسابور، من أن بحثها في التصوف كان "بحثًا موضوعيًا". فإذا قرأت "اللمع" أو "حقائق التفسير" أو "الرسالة القشيرية"، رأيت أن المؤلف لا يكاد يظهر رأيه إلا قليلًا جدًّا, ويكتفي بسرد أقوال شيوخ الصوفية.
أما في بغداد فقد كان الأمر علي خلاف ذلك.
إذ أن صوفية بغداد كانوا يذكرون آراءهم، وفهمهم في التصوف، ثم يجمعون الآراء التي تساندهم.
ولعل القشيري قد تأثر قليلًا بمذهب الغداديين في رسالته، دون السراج في "اللمع"، أو أبي عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفية"، وفي كتاب "حقائق التفسير" أ. هـ.
من أقواله: قال أبو القاسم القُشيري: سمعت أبا عبد الرحمن السُّلمي سأل أبا علي الدقاق: الذِّكر أتم أم الفكر؟
فقال أبو علي: ما الذي يُفتح عليكم به؟
فقال أبو عبد الرحمن: عندي الذكر أتم من الفكر، لأن الحق سبحانه يوصف بالذكر ولا يوصف بالفكر، وما وُصف به الحق أتم مما اختص به الخلق.
فاستحسنه الأستاذ أبو علي رحمه الله.
وفاته: سنة (412 هـ) اثنتي عشرة وأربعمائة.
من مصنفاته: "حقائق التفسير" مختصر علي طريقة أهل التصوف، و"طبقات الصوفية"، و"مقدمة في التصوف".
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير
والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من
طرائفهم»
14 سبتمبر 2023
تعليقات (0)