المنشورات
طنطاوي
المفسر: محمَّد سيد طنطاوي.
كلام العلماء فيه:
* مقدمة كتاب "فكر المسلم المعاصر ما الذي يشغله": "مفتي جمهورية مصر العربية، عمل بالتدريس حتى أصبح عميدًا لكلية أصول الدين وعميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية. حاصل على الدكتوراه في التفسير والحديث من كلية أصول الدين بجامعة القاهرة" أ. هـ.
قلت: بعد إطلاعنا على تفسيره الذي سماه "التفسير الوسيط" وجدنا أنه في مسألة الأسماء والصفات يورد أقوال السلف وغيرهم من المؤولة على مذهب الأشعرية والماتريدية بدون أن يرجح بينهما، وهذا بحد ذاته غير صحيح، ويدل على أن صاحبه لا يميل إلى مذهب السلف، بل إنك تجده أحيانًا يقترب من أو يكاد أن يرجح مذهب أهل التأويل، وهذه بعض المواضع التي توضح ما قلناه: "قال في صفة المجيء (15/ 393): وقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} هذه الآية وأمثالها من آيات الصفات التي يرى السلف وجوب الإيمان بها كما جاءت، بمعنى أننا نؤمن بمجيء الله -تعالى- ولكن من غير تكييف ولا تمثيل بل نكل علم كيفية مجيئه إلى مشيئته سبحانه. والخلف يؤولون ذلك بأن المجيء هنا بمعنى مجيء أمره وقضائه".
وفي صفة القبضة واليمين (12/ 246 - 247) قال: "فالأرض كلها مع عظمتها وكثافتها تكون يوم القيامة في قبضته وتحت قدرته، كالشيء الذي يقبض عليه القابض والسموات كذلك مع ضخامتها واتساعها تكون مطويات بيمينه وتحت قدرته وتصرفه".
وبعدها ينقل قول الزمخشري وقول الآلوسي وقول السلف ولا يرجح قولًا على قول.
وفي (1/ 15 - 16) في معنى (الرحمن الرحيم) قال: "والرحمة في أصل اللغة: رقة في القلب تقتضي الإحسان، وهذا المعنى لا يليق أن يكون وصفًا لله -تعالى- ولذا فسرها بعض العلماء بإرادة الإحسان. وفسرها آخرون بالإحسان نفسه. والموافق لمذهب السلف أن يقال: هي صفة قائمة بذاته -تعالى- لا نعرف حقيقتها وإنما نعرف أثرها الذي هو الإحسان".
وفي (1/ 83) في صفة الحياء فعل كما فعل في بقية الصفات فنقل قول الخلف وهو التأويل ونقل قول السلف من دون ترجيح بينهما.
وفي (1/ 450 - 451) في معنى الإثبات ميز بين رأي السلف ورأي الخلف ولم يرجح بينهما.
وفي (3/ 393) في صفة الكلام قال: "فدل قوله {تَكْلِيمًا} على أن موسى قد سمع كلام الله- تعالى- حقيقة من غير واسطة ولكن بكيفية لا يعلمها إلّا هو سبحانه.
وفي مواضع أخرى يرى أنه يثبت قول السلف أو قريبًا منه، وإليك هذه المواضع: "-يثبت الرؤية للمؤمنين يوم القيامة على مذهب أهل السنة خلافًا للمعتزلة (5/ 148).
- نقل في مسألة الاستواء مختلف الأقوال ورجح منها ما كان منها قريبًا لقول السلف فقال: "أما الاستواء على العرش مذهب سلف الأمة إلى أنه صفة لله -تعالى- بلا كيف ولا انحصار ولا تشبيه ولا تمثيل لاستحالة اتصافه -سبحانه- بصفات المحدثين، ولوجوب تنزيهه عما لا يليق به {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وأنه يجب الإيمان بها كما وردت وتفويض العلم بحقيقتها إليه -تعالى-".
(5/ 284) وكرر مثل هذا القول أو قريبًا منه (7/ 439).
وفي موضع آخر (7/ 165) قال في صفة العرش: "ونحن مكلفون بأن نؤمن بأن له -سبحانه- عرشًا، أما كيفيته فنفوض علمها إليه تعالى" أ. هـ.
قلت: وبعد أن عرضنا موقفه من الأسماء والصفات من خلال تفسيره، نأتي إلى بعض فتاويه التي أحل في أحدها الفوائد التي توخذ من البنوك بغض النظر عن كونها -أي البنوك- ربوية كانت أو إسلامية، وفي الأخرى اعتبر أن الموقف الإسلامي من دولة إسرائيل -في جوهره وحقيقته- ليس موقف "إسلام" من "يهودية" ولا موقف "مسلمين" من "يهود".
وإليك نص ما ذكره عن مسألة الموقف الإسلامي من دولة إسرائيل في الجواب عن سؤال ما رأي الإسلام في الصلح مع إسرائيل .. ؟ قال: إن الموقف الإسلامي من دولة إسرائيل -في جوهره وحقيقته- ليس موقف إسلام من يهودية ولا موقف مسلمين من يهود .. أي ليس صراعًا دينيًّا خالصًا" (1).
أما عن مسألة الفوائد الربوية فانظر لتفصيل ذلك والرد عليه كتاب "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار" للدكتور علي أحمد السالوس.
من مصنفاته: "التفسير الوسيط للقرآن الكريم" و"جوامع الدعاء من القرآن والسنة" و"معاملات البنوك" وغيرها.
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير
والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من
طرائفهم»
14 سبتمبر 2023
تعليقات (0)