المنشورات

ابن علّان

النحوي، اللغوي، المفسر المقرئ: محمّد بن علي بن علان بن إبراهيم بن محمّد بن علان بن عبد الملك بن عليّ بن مبارك شاه بن أبي بكر بن محمد ... إلى أن يصل نسبه إلى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.
ولد: (980 هـ) ثمانين وتسعمائة.
من مشايخه: الشيخ عبد الملك العصامي، والشيخ حسن البوريني وغيرهما.
من تلامذته: عاتق البلادي ومحمد النبلاوي الدمياطي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• خلاصة الأثر: "هو واحد دهره في الفضائل مفسر كتاب الله تعالى ومحيي السنة بالديار الحجازية ومقرئ كتاب صحيح البخاري من أوله إلى آخره في جوف الكعبة .. وهو إمام ثقة من أفراد أهل زمانه معرفة وحفظًا وإتقانًا وضبطًا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل عنه أنه سيوطي زمانه من كثرة التآليف وسعة الاطلاع .. " أ. هـ.
• قلت: هو أشعري العقيدة. وقد ذكر اسمه في طبعة كتابه "دليل الفالحين" (ودار الكتب العلمية) الطبعة الأولى (1416 هـ) محمّد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري المكي، وكذا في كتابها "الفتوحات الربانية" طبعة المكتب الإسلامي وللدلالة على ذلك -أي أشعريته- نسوق إليك عزيزي القارئ بعض أقواله في كتاب "الفتوحات" حيث قال: "قوله ما يسخطه الخ السخط من الله تعالى إنزال العقوبة كما في مفردات الراكب وفي أمالي ابن عبد السلام غضب الله فيه ثلاث مذاهب قال الشيخ أبو الحسن الأشعري هو صفة ذات وعبر به عن الإرادة وقال القاضي هو صفة فعل وعبر به عن معاداة الغاضب لمن غضب عليه وقال غيرهما هو صفة ذات وعبر به عن سب الله لأعدائه في كتابه فيكون عائدًا إلى صفة الكلام ويجوز فيه كنظائره فتح أوله وضم أوله وسكون ثانيه (قوله والحذر) معطوف إما على مرضاته وهو أولى لسبقه أو على اجتناب لقربه والاجتهاد في الحذر من عذابه بمجانبة الأفعال المؤدية إليه (قوله بالجد) بكسر الجيم أي الاجتهاد (قوله طاعاته) جمع طاعة وهي امتثال الأوامر واجتناب النواهي وسيأتي الفرق بينها وبين القربة والعبادة".
وفي موضع آخر قال: "قوله (ينزل ربنا) قال الإمام مالك وغيره أي ينزل أمره ورحمته أو ملائكته وأيده بعضهم بالحديث الصحيح عن أبي هريرة وأبي سعيد أن الله عزَّ وجلَّ (يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديًا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له) الحديث رواه النسائي وصححه، وقال آخرون: ونسب إلى مالك أيضًا على سبيل الاستعارة، والمراد الإقبال على الداعي بالإجابة واللطف والرحمة وقبول المعذرة، كما هو عادة الكرماء سيما الملوك إذا أنزلوا بقرب محتاجين ملهوفين مستضعفين.
وفي شرح مسلم وشرح محمّد عبد الحق قال القرطبي في التفسير، وهو يرفع الإشكال ويوضح كل الاحتمال وإن الحديث الأول على حذف مضاف أي ينزك ملك ربنا، قال: روي ينزل بضم التحتية وهو مبين ما ذكرناه أ. هـ.
فعلم من هذا الحديث وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها مذهبان مشهوران، فمذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين الإيمان بحقيقتها على ما يليق بجلاله تعالى، وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقادنا تنزيهه سبحانه عن سائر سمات الحدوث، وفي مذهب أكثر المتكلمين وجماعة من السلف وحكي عن مالك والأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعليه الخبر مؤول بتأويلين وذكر ما قدمته أ. هـ
ومنه كغيره من كلام محققي أئمتنا يعلم أن المذهبين متفقان على صرف تلك الظواهر كالمجيء والصورة والشخص والنزول والاستواء على العرش في السماء عما يفهمه ظاهرها مما يلزم عليه محالات قطعية تستلزم أشياء مكفرة بالإجماع فاضطر ذلك جميع السلف والخلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره، وإنما اختلف فيه هل نصرفه عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته من غير أن نؤوله بشيء آخر وهو مذهب أكثر السلف، وفيه تأويل إجمالي أو مع تأويله بشيء، وهو مذهب أكثر الخلف، وهو تأويل تفصيلي، ولم يريدوا بذلك مخالفة السلف الصالح معاذ الله أن نظن ذلك بهم، إنما دعتهم لذلك الضرورة في أزمنتهم لكثرة المجسمة والحشوية وغيرهم من فرق الضلال، ولاستيلائهم على عقول العامة فقصدوا ردعهم وإبطال أقوالهم.
وقد اعتذر كثير منهم، وقالوا: كنا على ما كان عليه السلف الصالح من صفة العقائد وعدم المبطلين ما خضنا، في ذلك وقد اتفق سائر الملوك على تأويل نحو: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ}، وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إلا هُوَ رَابِعُهُمْ}، وهذا الاتفاق يبين صحة ما اختاره المحققون: أن الوقف على الراسخون في العلم لا الجلالة، كذا نقل بعض المحققين: أن الجميع متفقون على التأويل وإن اختلفوا في الإجمال والتفصيل، لكن نقل القاضي عياض في باب (إثبات القدر) في حديث حج آدم موسى عن الشيخ أبي الحسن الأشعري في طائفة من أصحابه: أن كل صفات سمعية لا نعلمها إلا من جهة السمع نثبتها صفات ولا نعلم حقيقتها، وذكر مذهب السلف من إمرارها وتنزيه الله عن ظواهرها، ومذهب الخلف من التأويل على مقتضى اللغة.
وبه يعلم أن المراد بالكل في الكلام الكثير المعظم لا الشامل للجميع كما ثبته كلام القاضي -نفع الله به- واختار كثير من محققي المتأخرين عدم تعيين التأويل في شيء معين من الأشياء التي تليق باللفظ، ويكون تعين المراد منها إلى علمه تعالي وعله توسط بين المذهبين .. " أ. هـ.
• قلت: ومن هذا الكلام من كتابه هذا، يؤيد به أقوال المتكلمين ومذاهبهم، وخاصة مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري، وتكلم على أهل السنة والجماعة، وسماهم بالمجسمة والحشوية، وهذا هو ادعاء الأشاعرة عليهم، وهو في ذلك مائلًا إليه متكلم في أصوله .. والله أعلم.
وفاته: سنة (1057 هـ) سبع وخمسين وألف.
من مصنفاته: "ضياء السبيل" في التفسير و"دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" و"المواهب الفتحية على الطريقة المحمدية، في التصوف وغيرها كثير.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید