المنشورات
حجازي
المفسر: محمّد محمود حجازي.
كلام العلماء فيه:
* قال في التفسير الواضح (1/ 169) في تفسير آية الكرسي: {كُرْسِيِّهِ} الكرسي: ما يجلس عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد".
وقال: " ... واسع الملك والقدرة، والأرض جميعًا قبضته والسموات مطويات بيمينه، فلا الكرسي ولا القبضة ولا اليمين وإنما هو تصوير وتمثيل لعظمته وقدرته وتمام ملكه وسعة علمه سبحانه وتعالى! ! لا يشغله شأن عن شأن ولا يشق عليه أمر دون أمر، متعال عن الأوهام والظنون القاهر لا يغلب، العظيم لا تحيط به الأفهام والعقول، جل شأنه لا يعرف كنهه إلا هو سبحانه وتعالى".
- وقال في (1/ 721) في تفسير {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54]: {اسْتَوى} في اللغة بمعنى استقر ومنه: استوى على الكرسي، وعلى ظهر الدابة، أي: استقر واستوى بمعنى قصده واستوى بمعنى استوى وظهر {الْعَرْشِ} قال الجوهري: هو سرير الملك .. ".
وقال: "ثم إنه تعالى قد استوى على عرضه، واستقام أمره واستقر على هينة الله أعلم بها، مع البعد عن مشابهة الحوادث في شيء.
ولقد سئل مالك - رضي الله عنه - في ذلك فقال: الاستواء معلوم -أي: في اللغة - والكيف -أي: كيفية الاستواء- مجهول، والسؤال عن ذلك بدعة، وهذا القدر كاف، وهذا رأي الصحابة رضي الله عنهم ورأي السلف: قبول ما جاء من غير تكييف ولا تشبيه وترك معرفة حقيقتها إلى الله، وأما الخلف فيؤولون ويقولون: استوى على عرشه بعد تكوين خلقه، على معنى أنه يدبر أمره، ويصرف نظامه، على حسب تقديره وحكمته {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} وإلى رأى السلف أميل، إذ هو رأي الصحابة والتابعين جميعًا".
وقال (2/ 853) في تفسير {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ ... }: " ... وكيف تدعو مع الله إلهًا آخر؟ وهو الله لا إله إلا هو، كل شيء غيره في العالم هالك لأن وجوده ليس لذاته بل مستند إلى واجب الوجود، فكل شيء سوى الله بهذا المعنى هالك ومعدوم بالقوة أو بالفعل إذ وجوده في غيره، وهو موقوت بوقت مهما طال، كل شيء هالك إلا ذاته - جل شأنه - فهو الواجب الوجود القديم الباقي الذي لا يجوز عليه العدم والفناء بحال من الأحوال.
له الحكم وإليه وحده الأمر كله، وإليه وحده ترجعون فتحاسبون، وتجازون على أعمالكم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر .. ".
وقال في (3/ 584) في تفسيره للآية {وَيبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإكْرَمِ}: " ... والموت من أجل النعم على الخلق ولذا حكم الحي القيوم الباقي بعد فناء خلقه بأن كل شيء هالك إلا ذاته القدسية فإنها باقية ويبقى ذات ربك ذي الجلال والتعظيم والإكبار من خلقه، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ ! ".
وقال في تفسير {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} صفحة (3/ 789): "بقي شيء وقع فيه خلاف كبير بين العلماء قديمًا، هو: هل نرى ربنا يوم القيامة أم لا؟ الجمهور على إثبات الرؤية مستدلًا بقوله هنا: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وبالأحاديث عن رسول الله: وبعض الفرق تمنع الرؤية بالنظر إذ البصر يحد الله وذاته، وهو لا تدركه الأبصار، على أنه يلزم معها الانحصار في زمن وجهة، والله محال عليه ذلك، والآية هنا تؤول بأن الوجوه تنتظر من الله النعم والفضل والرضوان، على أن الخطب سهل فأمور الآخرة غيبية لا نقيسها على الحاضر عندنا بل نؤمن بها والله أعلم بها".
وقال في (3/ 863) عند كلامه على صورة الفجر: " ... كلا وألف كلا! ! إذا دكت الأرض دكًا وقامت القيامة قيامًا، وجاء ربك - والله أعلم بكيفية المجيء ولكن نؤمن به (1) - والملك ... ! ! قاموا وأحدقوا بالناس جميعًا - وخاصة الكفار - صفوفًا صفوفًا" أ. هـ.
قلت: نلاحظ مما تقدم وغيرها من المواضع التي لم ننقلها والتي تتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى فإنه تارة يقول بقول السلف، وفي مواضع يؤول بعض الصفات وفي بعض المواضع ينفي كما فعل عندما نفى الكرسي والقبضة واليمين. والله أعلم.
من مصنفاته: "التفسير الواضح".
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير
والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من
طرائفهم»
17 سبتمبر 2023
تعليقات (0)