المنشورات
الكرماني
اللغوي: محمد بن يوسف بن علي الكرماني ثم البغدادي.
ولد: سنة (717 هـ) سبع عشرة وسبعمائة.
من مشايخه: والده بهاء الدين، والقاضي عضد الدين وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
* إنباء الغمر: "كان مقبلًا على شأنه معرضًا عن أبناء الدنيا، وقال ولده: كان متواضعًا بارًا لأهل العلم.
ذكر لي الشيخ زين الدين العراقي أنه اجتمع به في الحجاز، وكان شريف النفس قانعًا باليسير لا يتردد إلى أبناء الدنيا، مقبلًا على شأنه، بارًا لأهل العلم" أ. هـ.
قلت: وقال ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 418) عند شرحه لحديث من باب "يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب" لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ( ... كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون .. ) الحديث: (وسلك الكرماني في الصفات المذكورة مسلك التأويل فقال: قوله "لا يكتوون" معناه إلا عند الضرورة مع اعتقاد أن الشفاء من الله لا من مجرد الكي، وقوله "ويسترقون" معناه بالرقى التي ليست في القرآن والحديث الصحيح كرقى الجاهلية وما لا يؤمن أن يكون فيه شرك، وقوله "ولا يتطيرون" أي لا يتشاءمون بشيء فكأن المراد أنهم الذين يتركون أعمال الجاهلية في عقائدهم" أ. هـ.
* طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: "صنف كتبًا في علوم شتى، في العربية والكلام والمنطق، وشرح البخاري شرحًا جيدًا في أربع مجلدات، وفيه أوهام فاحشة، وتكرار كثير لا سيما في ضبط أسماء الرواة ..
قال الحافظ شهاب الدين بن حجي: كان مشارًا إليه بالعراق وتلك البلاد في العلم" أ. هـ.
* بغية الوعاة: "كان تام الخلق، فيه بشاشة وتواضع للفقراء، وأهل العلم، غير مكترث بأهل الدنيا ولا يلتفت، يأتي إليه السلاطين في بيته ويسألونه الدعاء والنصيحة" أ. هـ.
* قال الكرماني في كتابه الفرق الإسلامية (96)، وعند كلامه عن الفرقة الناجية: "الفرقة الثامنة من كبار الفرق الإسلامية: الناجية، التي استثناها الرسول عليه الصلاة والسلام من الفرق الهالكة، وقال: (كلهم في النار إلا الناجية) قيل ومن هم يا رسول الله؟ قال: (ما أنا عليه وأصحابي) وهم الأشاعرة والسلف وأهل السنة والجماعة وذلك لأنهم لم يخلطوا أصولهم بشيء من بدع الهالكين".
قلت: وبدأ يعد بعض هذه التي سماها البدع وذكر منها رؤية الله في الآخرة: "وكذا لا يصح عليه شيء من صفات النقص ككونه جسمًا ولحمًا ودمًا على ما يقوله المشبهة (وأنه مرئي للمؤمنين في الآخرة بالأبصار) ".
ومن كتابه "البخاري بشرح الكرماني" نذكر بعض المواضع لبيان معتقده، ففي (25/ 108) من كتاب التوحيد حيث قال في معنى القريب عن المحسوس فأثبت القرب ليتبين وجود المقتضى وعدم المانع ولم يرد بالقرب قرب المسافة لأنه تعالى منزه عن الحلول في المكان بل القريب بالعلم أو هو مذكور بالعلم أو هو على سبيل الاستعارة".
وقال (25/ 117): "و (ذات الله): أي بطاعة الله وسبيل الله".
وقال (25/ 118): "و (معه): أي بالعلم إذ هو سبحانه وتعالى منزه عن المكان".
قلت: هنا نفي عن الله سبحانه وتعالى صفة العلو.
وقال (25/ 119): " (بوجهك) أي بذاتك أو بالوجه الذي له لا كالوجوه أو بوجودك وقيل الوجه زائد وفي الجملة البرهان قائم على امتناع العضو المعلوم فلا بد من التأويل أو من التفويض".
وقال (25/ 131): " (في السماء) أي المقصود منه إذ الله تعالى منزه عن المكان والجهة، قلت جهة العلو أشرف فيضاف إليها إشارة إلى علو الذات والصفات وليس ذلك اعتبار أنه محله أو جهته تعالى الله عنه علوًا كبيرًا".
وقال (25/ 139): "باب قول الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) المقصود من الباب ذكر الظواهر التي تشعر بأن العبد يرى ربه يوم القيامة، فإن قلت لا بد للرؤية من المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع من الحدقة إليه وانطباع صورة المرئي في حدقة الرائي ونحو ذلك مما هو محال على الله تعالى قلت: هذه شروط عادية لا عقلية يمكن حصولها بدون هذه الشروط عقلًا ولهذا جوز الأشعرية رؤية أعمى العين بقعة أندلس إذ حالة يخلقها الله في الحي فلا استحالة فيها".
وقال (25/ 147): "قوله (في الصورة) أي صفة وإطلاق الصورة على سبيل المشاكلة و (يكشف) معروفًا ومجهولًا وفسر الساق بالشدة أي يكشف عن شدة ذلك اليوم وأمر مهول فيه وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر كما يقال قامت الحرب على ساق وقيل المراد به اليوم العظيم وقيل هو جماعة من الملائكة يقال ساق من الناس كما يقال رجل من جراد وقيل هو ساق يخلقها الله سبحانه وتعالى خارجة عن الساق المعتادة وقيل جاء الساق بمعنى النفس أي تتجلى لهم ذاته".
قلت: نراه يؤول هذه الصفات وغيرها على منهج الأشاعرة والله أعلم.
مصادر و المراجع :
١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير
والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من
طرائفهم»
17 سبتمبر 2023
تعليقات (0)