المنشورات

الختم الميرغني

المفسر محمّد عثمان بن محمّد أبي بكر بن عبد الله الميرغني المحجوب الحنفي الحسيني.
ولد: سنة (1208 هـ) ثمان ومائتين وألف.
من مشايخه: عمه السيد ياسين، والسيد أحمد بن إدريس وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• معجم المطبوعات لسركيس: "نشأ مجبولًا على اكتساب الفضائل وتاقت نفسه إلى أن يقف على حققة طرق الصوفية فأخذ عن شيخه السيد أحمد بن إدريس وعن بعض المشايخ طرق النقشبندية والقادرية والشاذلية والجنيدة والميرغنية وهي طريقة جده السيد عبد الله الميرغني فنشرها في الأقطار الحجازية ثم جاء إلى صعيد مصر .. ثم توجه إلى السودان فأكرمه أهلها وأخذوا الطريق عليه" أ. هـ.
جامع كرامات الأولياء: "أخذ الطريقة عن * سيدي أحمد بن إدريس ثم صار إمامًا مستقلًا في الطريق وصار له أتباع كثيرون وهو من أكابر الأولياء وأفراد الأصفياء وله كرامات كثير من يقظة وتلقيه عنه بلا أجلها اجتماعه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - واسطة وله عدة كتب نافعة في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - منها كتاب فتح الرسول ومفتاح بابه للدخول - صلى الله عليه وسلم - الذي أكمل تأليفه في الروضة النبوية سنة (1232) فما قاله فيه ألفت ثلاث صلوات غير هذه ثم أردت هذا الجمع فدخلت الحجرة فأذن وأمد بسر - صلى الله عليه وسلم - ووقفتُ بين يدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالمقصود وفي فبدأ الخطبة وتركتها بائتة تحت الستر ليلة وسألت منه ومن الزهراء والصاحبين قبولها وقبول الناس لها فجاد وأفاد أن بها يحصل سر الفتح والقرب منه في الدارين وأنبأ بما لا تسعه عقول السامعين وجمعتها في الروضة بين أ. هـ. وقال في أثناء صلاته المسماة باب - صلى الله عليه وسلم - يديه ما - صلى الله عليه وسلم - الفيض والمدد من حضرة الرسول السند نصه نكتة لطيفة وجوهرة شريفة أحب أن أذكر فيها سر الطرق وزبدتها وأقربها إلى الله وأشرفها وقد أشرت إلى معنى ذلك في هذه الصلاة وسببه أني لما كنت ليلة الأحد دخلت آخر الليل إلى وقال لي في الحجرة الفاخرة بين يدي الحبيب - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة أنت محبوبي أنت مطلوبي أنت مرغوبي فيا له من وافر حظ ونصيب وأشار أن في اتباعي ما ينوف على الألف يكونون من أكابر المقربين وليس بيني وبينهم واسطة من المريدين ثم قال اعلم أنه لا بد من شيخ عارف فإذا أدركته فذلك المطلوب فعند ذلك اصرف أوقاتك كلها في الذكر ومجاهدة النفس والاشتغال بالله تعالى وترك ما سواه لتأنس به" أ. هـ.
• قلت: قال محمّد العبيد ويوسف الترابي في مقدمتهما لكتاب "تاج التفاسير" للمترجم له صفحة (و): "فقد والديه صغيرًا فانتقلت كفالته إلى عمه السيد يس الذي اهتم بتربيته وتعليمه، فحفظ القرآن دون البلوغ، ولما كبر اتجه إلى العلوم العقلية والنقلية فحذقها، ثم تاقت نفسه إلى حياة التصوف والتنسك .. فأخذ ينتقل من شيخ إلى شيخ، ومن طريقة إلى أخرى حتى انتهت به العناية إلى شيخه السيد أحمد بن إدريس الفاسي الذي اتخذ من مكة مقرًا لدعوت، وكان مجددًا وصاحب مدرسة في التصوف فأخذ عنه الطريق ثم استقل عنه وأنشأ طريقته الختمية التي يعدها خلاصة خمس طرق (النقشبندية - القادرية - الشاذلية - الجنيدية - الميرغينية) .. والأخيرة طريقة جده السيد عبد الله الميرغني".
ثم قالا في صفحة (و): "تميزت مدرسة السيد أحمد بن إدريس بالإيجابية والاهتمام بالفكر ونشر الإسلام وإيفاد الدعاة إلى مناحي الأرض وبخاصة إلى أفريقية الوسطى والشرقية كالسودان والحبشة والصومال، ولهذا كانت للأستاذ الختم رحلاته إلى هذه الأقطار لنشر الدين الإسلامي، فقد سافر رضي الله عنه بإشارة من أستاذه إلى مصر والحبشة والأرتيريا وفي جبال الأرتيريا وسهولها حيث توجد إلى جانب القبائل العربية التي استقبلت دعوته إلى الله أكرم استقبال وأخذت عنه طريقته وتمسكت بها حتى الآن. كانت لوجد قبائل بدائية وثنية دعاها إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة فاستجابت لدعوة الحق واستضاءت بنور الإسلام، وقد بلغ عدد الذين أسلموا على يديه في أشهر معدودات عشرات الآلاف من الرجال والنساء تركهم بعد مغادرته للأرتيريا أمانة في يد خلفائه العلماء وهم اليوم من أكثر قبائل أفريقيا حفظًا للقرآن وطلبًا للعلم وتمسكًا بالطريقة الختمية، وأقام مدة في صعيد مصر في بلدة الزيتية يدعو إلى التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله، وإلى اقتفاء آثار السلف الصالح وما أثر عنه من مراقبة الحق ومجاهدة النفس.
رحلات الإمام الختم إلى السودان:
ثم سافر الأستاذ الختم - رضي الله عنه - إلى السودان سالكًا طريق النيل حتى بلغ دنقلة، ومنها اتجه إلى كردفان حتى وصل الأبيض حاضرة كردفان حيث أسس فيها مسجدًا وتتلمذ فيه وأخذ عنه العهد أكابر علمائها وأهل الصلاح فيها. ومنها سافر إلى مدينة بارا الواقعة في نفس الإقليم وفيها تزوج إحدى سليلات بيوت العلم والجاه التي ولدت في نفس المدينة ابنة الولي الكامل السيد محمّد الحسن الميرغني, منها اتجه إلى سنار حيث أقام فيها مدة قصيرة، ثم واصل سيره إلى المتمة وشندى حيث أسس بها مسجدًا، والدامر وأقام في الأخيرة قليلًا، ثم سار إلى الشرق حيث انتهى به المطاف إلى جبال التاكة، فاستقر بالقرب منها وأنشأ قرية السنية التي تعرف الآن باسم "الختمية" وأسس بها مسجدًا. وطوال هذه الرحلة التي شملت أغلب بلاد السودان كان الإمام الختم يدعو إلى الله وينشر الدين الإسلامي ويلقن تلاميذه أوراد طريقته، والناس يهرعون إليه من أقاصي البلاد ودانبها للتبرك به والأخذ عنه حتى انخرط في سلك الطريقة الختمية في وقت قصير عدد لا يحصى من أهل السودان ومن جميع أقاليمه وبيئاته.
كما قام الإمام (الختم) برحلة أخرى لشرقي السودان. فزار مدينة سواكن وأسس بها ثلاثة مساجد ومدرسة لتعليم المرأة وهي الأولى من نوعها في تاريخ السودان.
وقد حدثت للأستاذ خلال هذه الرحلات بعض الحوادث التي أكرمه الله بالقول الفصل فيها فزاد تعلق الناس به وانخراطهم في طريقته حتى غدت وليس في السودان طريقة تضاهيها سعة نفوذ، وعدد مريدين، وكان لها أثر ملموس في تاريخ السودان الفكري ودور بارز في تاريخه السياسي والاجتماعي.
وقد كان من بين عوامل انتشار الطريقة الختمية في السودان في عهد مؤسسها الأستاذ الختم أن كبار خلفائه الذين أخذوا عهدها على يديه كانوا من علماء المدن وفقهاء القرى الذين تولسوا الفتوى، وعنوا بتعليم الفقه والشريعة الإسلامية، وفي مساجدهم العامرة ومعاهدهم المشهورة وكانت هذه الزوايا والمساجد وما جمعت من أبناء الطريقة الختمية والطرق الصوفية هي القلعة التي احتمت بها دعوة التحرر من الحكم الأجنبي، والاتجاه نحو الإسلام والعروبة حتى اليوم" أ. هـ.
• تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي: "وممن ادعى أنه خاتم الأولياء محمد بن عثمان الميرغني السوداني حيث سمى نفسه بالختم. وجعل هذا الاسم علمًا على طريقته الصوفية فسماها الختمية" أ. هـ.
وفاته: سنة (1268 هـ) ثمان وستين ومائتين وألف.
من مصنفاته: "تاج التفاسير لكلام الملك الكبير"، و"مجموع الغرائب" و"الأنوار المتراكمة" وغير ذلك.





مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید