المنشورات

أبو العُلا

المفسر: مصطفى أبو العُلا.
ولد: سنة (1327 هـ) سبع وعشرين وثلاثمائة وألف.
من مشايخه: محمد بخيت المطيعي والشيخ محمد حسنين مخلوف والشيخ محمد حبيب الشنقيطي وغيرهم.
من تلامذته: مصطفى شعراوي وغيره.
كلام العلماء فيه:
• مقدمة كتابًا نور الإيمان": "كان المترجم ذا تواضع فائق وسمت رائق وذاكرة قوية، ولطول ممارسته للفقه كان يستحضر المذاهب الأربعة، وحدثني مرارًا -وهو حنفي المذهب- أن مذهب الشافعي - رضي الله عنه - في العبادات هو أقرب المذاهب للكتاب والسنة. وكان معظمًا للإمام أبي حامد الغزالي محبًا له، فكثيرًا ما كان يعتمد على "إحياء علوم الدين في خطبه ومقالاته في مجلة "منبر الإِسلام" وكناه الناس بي "أبي حامد" لفرط محبته في ذلكم الإِمام الهمام" أ. هـ.
قلت: من خلال مراجعتنا لكتابه "نور الإيمان في تفسير القرآن" وجدنا أن الشيخ مؤول في معظم الأسماء والصفات على مذهب الأشعرية والماتريدية التي ذكرها في تفسيره هذا، وعلى الرغم من إنه يذكر قول السلف في معاني بعض الصفات إلا إنه يذكره من باب السرد لا من باب الترجيح. وإليك المواضع التي أوّل فيها:
1 - في معنى (الرحمن الرحيم) - (ص 24) -: "وأما الوعد: فهو يطوي في قوله: "الرحمن الرحيم" ويتحقق برحمته التي وسعت كل شيء، وهي تفضله وإحسانه".
2 - في معنى الاستهزاء - (ص 57) -: "قال تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ} أي: يحقرهم تحقيرًا يُتعجب منه، أو يجازيهم بالعذاب على استهزائهم بالمؤمنين، وسمى الجزاء استهزاء من باب المشاكلة".
3 - في معنى الاستحياء - (ص 68) -: "من قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي ... } قال: "والاستحياء: من الحياء، وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان من تخوف ما يعاب وندم به، أو هو انقباض النفس عن القبائح، وهذا المعنى محال في حقه تعالى، فتصرف اللفظ إلى لازم معناه وهو الترك ... ".
ثم يقول: "وبعد، فمذهب الخلف وهو ما ذهب جمع من المفسرين فيه إلى تأويل الاستحياء بإرادة لازم معناه، وهو الترك كما سبق، ومذهب السلف إمرار ما ذكر وأمثاله على ما ورد، وتفويض علم كنهه، وكيفيته إلى الله تعالى، مع وجوب تنزيهه عما لا يليق بحلاله من صفات المحدثات".
وبعده مباشرة يقول -وكأنه يرجح قول الخلف-: "ومجمل معنى القول الكريم على هذا: إن الله لا يترك ضرب المثل).
4 - وفي معنى الإستواء - (ص 73) -: من قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} قال: " ... ثم توجهت إرادته تعالى- مع خلقه الأرض بمنافعها- إلى السماء جهة العلو ... أو على تعالى إلى السماء وارتفع من غير تكييف ولا تحديد ولا تشبيه، مع كمال تنزيهه عن سمات المحدثات.
5 - في معنى الإتيان - (ص 37) - من قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ.} قال: "أي إتيان عذاب الله وأمره وبأسه.
- وفي معنى الكرسي والعرش (ص 469) قال: "والصحيح أن الكرسي غير العرش، والعرش أكبر من الكرسي، كما دلت على ذلك الآثار والأخبار، وهما مخلوقان له تعالى، كالسموات، والأرض، ومن المتشابه، الذي استأثر الله بعلمه، فنفوض علم حقيقتهما إليه تعالى، مع كمال تنزيهه عن الجسمية، ومشابهة الحوادث، قال تعالى: {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ويقال: فلان يسع الشيء سعة: إذا احتمله، وأطاقه، وأمكنه القيام به، وأصل الكرسي في اللغة -مأخوذ- من تركب الشيء بعضه على بعض، ومنه الكراسة لتركب بعض أوراقها على بعض، وفي العرف ما يجلس عليه، سمي به خشبة بعضه على بعض، وجاء في المصباح المنير، للإمام الفيومي: وتكرس فلان الحطب، وغيره: إذا جمعه، ومنه الكراسة بالتثقيل.
وبعد، {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قيل: أحاط علمه بهما، وقيل: ملكه وسلطانه، أو قدرته، وهي معان مجازية للكرسي وقيل الكرسي نفسه مشتمل عليهما لعظمته، أو هو تمثيل لعظمته، وتمثيل مجرد كقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ} من غير تصور قبضة، وطيّ، ويمين، ولا كرسي في الحقيقة، ولا قاعد، ولذا قال العلامة التفتازاني: إنه من باب إطلاق المركب الحسي المتوهم على المعنى العقليّ المحقق، وفي القاموس ما يقتضي أن إطلاق الكرسي على العلم حقيقة، فحينئذ لا حاجة للتجوز المذكور، ونصه: والكرسيّ -بالضم، والكسر- السرير، والعلم، والجمع كراسيّ، وبلدة بطبرية: جمع عيسى - عليه السلام - الحواريين بها، وأنفذهم إلى النواحي، وفي تفسير القرطبي: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كرسيه علمه، ورجحه الطبري، وقيل: كرسيه: قدرته التي يمسك بها السموات والأرض، كما تقول: اجعل لهذا الحائط كرسيًا، أي: ما يعمده، وهذا قريب من قول ابن عباس رضي الله عنهما).
ثم قال بعدها: "وهذه الآيات، وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح، إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، أي: عدم تأويلها بآراء الناس، بل نؤمن بها مع تنزيه الله تعالى عن الشبه بشيء من خلقه" أ. هـ.
وكلامه هذا مناقض لما سبق ذكره، وفي الحقيقة فإن هذا يؤيد ما توصلنا إليه من خلال بحثنا من أن كثير من المعاصرين متذبذب في قوله في الأسماء والصفات فتارة يؤول وتارة يثبت وهكذا. والله أعلم بالصواب.
وفاته: سنة (1406 هـ) ست وأربعمائة وألف. 

من مصنفاته: "نور الإيمان في تفسير القرآن"، و"شرح حكم ابن عطاء الله السكندري" في مجلدين، و"الشرح المختصر الأسنى لأسماء الله الحسنى" وغيرها.






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید