المنشورات

أبو الليث السمرقندي

المفسر: نصر بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي، أبو الليث، الملقب بإمام الهدى.
من مشايخه: أبو جعفر الهنذواني، ومحمد بن الفضل بن أنيف البخاري وغيرهما.
من تلامذته: أبو بكر محمّد بن عبد الرحمن الترمذي، ومحمد بن عبد الرحمن الزيدي وغيرهما.
كلام العلماء فيه:
• السير: "الإمام الفقيه الزاهد .. وتروج عليه الأحاديث الموضوعة" أ. هـ.
• تاريخ الإسلام: "الإمام الفقيه. له رحلة وحفظ .. وهومن أهل طرطوسة" أ. هـ.
• الجواهر المضية: "وهو الإمام الكبير صاحب الأقوال المفيدة والتصانيف المشهورة" أ. هـ.
• جهود علماء الحنفية: "الملقب عند الحنفية بإمام الهدى كأبي منصور الماتريدي هو من كبار أئمة الحنفية ومن عظماء الماتريدية" أ. هـ.
• قلت: قال محقق تفسير السمرقندي الدكتور عبد الرحيم أحمد الزقة في مقدمته: "قد وهب حياته للعلم والتحصيل، والبحث والتدقيق والنصح والإرشاد والتركيز والتوجيه (تنبيه الغافلين)، وكان ورعًا زاهدًا وفقيهًا متصوفًا يعيش في (بستان العارفين) حتى عرف بالفقيه، ولقب بإمام الهدى .. ". وقد أورد الدكتور الزقة بعض كتب أبو الليث السمرقندي والكلام عنها في مقدمته عن تأليفات صاحب الترجمة فقال عن كتابه "تنبيه الغافلين":
"وهذا الكتاب يمكن أن نعتبره كتابًا في التصوف والوعظ والأخلاق والتأمل، الهدف منه ربط القلوب بخالقها العظيم، وتقوية صلة العبد بربه سبحانه وتعالي، وقد أورد أبو الليث فيه طائفة من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وتجارب ونصائح السابقين الأولين من عباد الله المخلصين، مما يهذب الأخلاق، ويصون الجوارح، ويطهر القلوب حتى تسير في الطريق المستقيم الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لعباده، وبينه رسوله - صلى الله عليه وسلم - يقول أبو الليث في مقدمة كتابه: (وجمعت في كتابي هذا شيئًا من الموعظة والحكمة، شافيًا للناظرين فيه، ووصيتي له أن ينظر فيه بالتذكر والتفكر لنفسه أولًا، ثم بالاحتساب بالتذكير لغيره ثانيًا.
وقال الذهبي: فيه موضوعات كثيرة".
ثم قال الدكتور الزقة عن كتابه "بستان العارفين":
"وهذا الكتاب كتاب ثقافي إسلامي يتضمن موضوعات مختلفة في الدين والفسلفة، وأحكام الشريعة، ومقسم إلى (159) بابًا.
يقول أبو الليث في مقدمته: إني قد جمعت في كتابي هذا من فنون العلم ما لا يسع جهله، ولا التخلف عنه للخاص والعام، واستخرجت ذلك من كتب كثيرة، وأوردت فيه ما هو الأوضح للناظر فيه، والراغب إليه، وبينت الحجج فيما يحتاج إليه من الحجة بالكتاب والأخبار والنظر والآثار، وتركت الغوامض من الكلام، وحذفت أسانيد الأحاديث تخفيفًا للراغبين فيه، وتسهيلًا للمجتهدين، والتماسًا لمنفعة الناس، وأنا أرجو الثواب من الله تعالى، وسميته: بستان العارفين).
وقد ذكر صاحب كشف الظنون: هذا الكتاب بأنه في التصوف والذي أراه: أنه ليس في التصوف وحيث إنني قرأت الكتاب - وتبين لي أنه كتاب جمع بين دفتيه علمًا غزيرًا، وثقافة إسلاميةً عاليةً وواسعةً في علوم الشريعة، لا غنى للمسلم عنها، فالباب الأول منه: في الحث على طلب العلم، والباب الثاني: في كتابة العلم، والثالث، في الفتوى والرابع: فيمن يجوز له الفتوى، والخامس: في الاختلاف بين الفقهاء وهل كلا القولين صواب؟ أم أن أحدهما صواب والآخر خطأ؟ وناقش أبو الليث هذه المسألة -التي تكلم فيها العلماء كثيرًا- مناقشة علمية وبين رأي المعتزلة الذين قالوا: بأن كلا القولين صواب، وأخذ بقول جمهور الفقهاء والعلماء الذين قالوا: بأن أحدهما صواب والآخر خطأ إلَّا أن المخطئ لا إثم عليه.
والباب السابع: في رواية الحديث والإجازة، والثامن في أخذ العلم عن الثقات، ثم أباحة مجلس الوعظ وصلاحية الواعظ وآداب المستمعين وتفضيل الفقه على سائر العلوم، ومناظرة أهل العلم وآداب المتعلم، وقبول القضاء وعدم قبوله، وآداب القاضي، وفضل تعلم القرآن وتعلميه، والمكي والمدني وقراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بن كعب وهكذا إلى نهاية الكتاب الذي ينتهى بأبواب في بعثته - صلى الله عليه وسلم - ثم في هجرته ومغازيه، وختمه بباب الدعوات.
وهكذا تجد من استعراض هذه الأبواب أن الكتاب ليس في التصوف كما ذهب (حاجى خليفة) كما أنه ليس كتابًا في الوعظ كما ذهب الدكتور صلاح الناهي، وإنما هو كتاب لا غنى عما فيه لكل مسلم، ولا بد من معرفة هذه الأمور، وفهمها، لأنها تنظم علاقة الإنسان بخالقه ومجتمعه ونفسه".
وتكلم الدكتور أيضًا عن كتابه "بيان عقيدة الأصول":
"ذكره بروكلمان وقال: هو (في الإيمان) وله شرح لمجهول، وقد نشر باللغة الألمانية، وأشار إلى أنه هو نفسه الموجود في القاهرة باسم (رسالة في أصول الدين) وله شرح لمجهول بعنوان: (العلوم) كما ذكر سزكين بقوله: وهو (يبحث في العقيدة) وأشار إلى وجود نسخ كثيرة منه في مكتبات العالم.
وقد رجعت إلى هذه الرسالة الموجودة في دار الكتب المصرية تحت رقم (323 / علم كلام) كما هو ثابت في فهرسة دار الكتب، فوجدت أن هذه الرسالة عبارة عن أربع ورقات، وأولها، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، والحمد لله رب العالمين الذي لا رب غيره، ولا معبود سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه الذي اصطفاه .. أما بعد فهذه نبذة في أصول الدين وذلك أول واجب على المكلف، وهي ثلاثة أصول: الأصل الأول: في معرفة الله سبحانه وتعالى وذلك أول واجب على الإنسان .. وإذا قيل ما هي أصول الدين الثلاثة فليقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه، فإن قيل له من ربك فليقل ربي الله الذي رباني بنعمته وفضله، وهو معبودي ما لي معبود سواه، والدليل على ذلك (الحمد لله رب العالمين) وأنا من العالمين، فكل ما سوى الله عالم، وأنا من ذلك العالم. وخاتمة هذه الرسالة: وإذا قيل: هل بعده نبي أم لا؟ فليقل ما بعده إلا الساعة، وليس بعده نبي، والدليل على ذلك قول تعالى: (ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) لا نبي بعده رواه الترمذي والبرقاني واللفظ له .. والله أعلم" أ. هـ.
• قلت: وإليك بعض المواضع المنقولة من تفسيره المسمى (بحر العلوم) طبعة بيروت- دار الكتب العلمية حيث قال (2/ 336): " {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: أي حكمه، ويقال: كان فوق العرش حين خلق السموات والأرض، ويقال: استولى وملك كما يقال استوى فلان على بلد كذا يعني استولى عليها وملكها فالله تعالى بين لخلقه قدرته وتمام ملكه أنه يملك العرش وله ما في السموات وما في الأرض".
وقال في (3/ 27): {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فيها تقويم يعني: خلق العرش قبل السموات، ويقال: كان فوق العرش من غير أن يوصف بالإستقرار على العرش ويقال: استوى أمره على بريته فوق عرشه كما استوى أمره وسلطانه وعظمته دون عرشه وسمائه".
وقال في (1/ 15): " {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}: يعني أينما تولوا وجوهكم في الصلاة فثم وجه الله يعني، قال: بعضهم فثم قبلة الله، ويقال: يعني فثم رضي الله، ويقال: فثم ملك الله".
وقال (2/ 19): " {ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ}: يعني صبروا على طلب مرضاة الله تعالى".
وفي (1/ 277): " {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ}: يعني النبوة والكتاب والهدى، بيد الله أي: بتوفيق الله.
ثم قال: (3/ 253): {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ}: يعني يد الله بالنصرة والغلبة والمغفرة فوق أيديهم بالطاعة".
وقال: (3/ 331): {وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} يعني: الثواب من الله تعالى لا سلطان لأحد عليها".
وقال في قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْويَّاتٌ بِيَمِينِهِ}: أي بقدرته.
{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ} يعني أضاءت {بِنُورِ رَبِّهَا} أي بعدل ربها، ويقال: وأشرقت وجوه من على الأرض بمعرفة ربها، وأظلم وجوه من على الأرض بنكرة ربها.
هذا ما تيسر نقله من تفسيره وتلاحظ فيه تأويل الآيات على مذهب الماتريدية من أهل التأويل.
وفاته: سنة (373 هـ) ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وقيل (375 هـ) خمس وسبعين وثلاثمائة.
من مصنفاته: "تفسير القرآن" أجزاء متفرقة منه وهو غير كبير، وله "عمدة العقائد"، و"بستان العارفين" تصوف، و"شرح الجامع الصغير" في الفقه.






مصادر و المراجع :

١- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة «من القرن الأول إلى المعاصرين مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم»

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید