يطلق اسم الصلبة، أو الصليب على مجموع القبائل التي لا تعرف أنسابها، وهي من أعرق أهل البادية في البداوة، وإن تشابهت البدو بالشكل واللون والزي، الا أنها تختلف بضعة النسب وحطة قدرها [1] هتيم، السبوت، الهليل،. وهذه المجموعة من قبائل ذات فرق عديدة أشهرها:
هتيم إلخ. آل ماجد، آل رويع، العذاذلة، العناتر، آل جميل، آل بناق، آل سيالان، وآل كبوان، العراقان، آل طرفة السعادات، آل مسلم، آل حازم، آل عيسى، آل موسى، الظبيات، الشّيخات، البذاذة، السعد، الخصيلات، الصبيحات، المالج الديرات، والصريرات، والهزيم.
وفرق منتشرة في المناطق الواقعة من أقصى الصلبة، أو الصليب، جنوبي نجد والقصير، الى سواحل الكويت، والبحرين، والاحساء، الى أرياف العراق الى ضفاف الفرات، والدجلة، الى جبل سنجار، الى قرى الشام كتدمر، والسخنة، والقريتين، وقلما تتجاوز هذه القرى شمالا أو غربا، وقلما تقرب من الحضر، بل شديدة النفرة والعزلة، تقيم زرافات قليلة، في أماكن قضية، مختلفة من الحماد طول السنة شتاء وصيفا. ولا يقربها احد بضر أو أذى، فلا تغزو ولا تغزى، ولا تزوج الا بعضهم من بعض، ومن اكبر العار عند الاعراب عامة أن يسطو أحدهم على صليبي، ويسلبه شيئا.
وإذا كان هؤلاء الصلبة في حصانة تامة، ويعيشون في ذمام الجميع، فقد أصبحوا في غنى عن اقتناء الخيل والسلاح، وان استعملوا السلاح فللصيد فقط، وان اتخذوا الإبل، فعددها عندهم قليل جدا.
ومعظم ماشيتهم من الغنم، وقد اشتهروا باقتناء الأتن الأبيض، السريعة الجري، ينقلون عليها بيوتهم، إذا أرادوا الرحيل، ويركبونها، فتعدو عدو الظليم.
وللصلبة مهارة عجيبة في الصيد والقنص، وجلد عظيم عليه، حتى أنهم يكمنون ساعات طوالا في جفر يحتفرونها عند موارد الظماء، حيث لا ظل يقيهم الهجير المحرق أيام القيظ، فلا يرجعون، حتى ينالوا منها، ولهذا ترى بعضهم يكتسي بجلود الغزلان، وغيرها من حيوانات البر.
والصلبة أعرف أهل البادية بالمراعي والمناهل، وأحذقهم بسلك المفاوز والقفار، حتى أن البدو أنفسهم يتخذونهم أدلاء في جولانهم وغزواتهم البعيدة، فهم لا يتيهون قط، وتراهم في دجى الليل وحلك الظلام، وفي اكثف الضباب، وأغزر مطر، يرشدون مفرزة عسكرية الى بئر بعيد 7- 8 ساعات على الراجل، دون أي تردد، أو خطأ، فهم بهذا يخدمون البدو، ولهذا يعرفون أخبار البادية حتى القاصية منها حق المعرفة.
وعيشة الصلبة بسيطة جدا، فهم يرتزقون بتربية الغنم كسائر البدو، ويزيدون عليها بيع الأدوية النباتية، يصنعونها ويداوون مرضى الأعراب بها، وبالكي، وبما حذقوه من التجارب، فهم أطباء البادية المجربون الموثوق بهم دون منازع.
ويرتزقون ايضا بالشعر فمنهم شعراء قصاد يتبعون العشائر في حلهم وترحالهم.
ويؤنسون مضارب الشيوخ والرؤساء، بما ينظمونه وينشدونه باللهجة البدوية من القصائد والأغاني الحماسية، أو الغرامية، أو مدح الشيوخ والرؤساء، والثناء على كرمهم، وجودهم، أو وصف الغزوات والأبطال المشهورين.
وعند هؤلاء الشعراء خيال واسع، وقريحة فياضة، ومعرفة عميقة بأذواق البدو، وطبائعهم، ووقائعهم، وما يحل في صدورهم محل الرضى والاستحسان، ولهم صوت رخيم، واضح، وقوي مرتفع كما لهم براعة في الضرب على الرباب، وتوفيق الأصوات والمعاني، مع اناتها، وزناتها، مما يجعل عواطف الحاضرين تترنح طربا واستحسانا، ويخشى الشيوخ لسان هؤلاء الشعراء والقصاد، من أن يهجوهم بين العشائر، ويفضحوهم، إذا ما أساءوا إليهم، أو قصروا في عطائهم.
وليس فيهم خلاعة، ولا سوء أخلاق، ولا ما يجلب الأنظار، أو يخل بالآداب.
وللزوجة عندهم علاقة، واتصال بزوجها، تسير معه حيثما سار، وتعينه في مشاق حياته [1] .
(عشائر العراق للعزاوي ص 311- 320.
قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 166- 168.
مذكراتي لفائز الغصين ص 110. عشائر الشام لوصفي زكريا ج 2 ص 112. تاريخ نجد للآلوسي صdesetatsduLevant.P.71) P.535. (busnomadesetsemi - (Encyclopediedel ,Islamtome 5 (90
مصادر و المراجع :
١- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة
المؤلف: عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشق (المتوفى:
1408هـ)
تعليقات (0)