قبيلة عظيمة اختلف في تسميتها ونسبتها، فقالوا: قريش من القرش، وهو الكسب والجمع [2] . وقالوا:
التقريش التفتيش، فكان يقرش (أي فهر ابن مالك) عن خلة كل ذي خلة، فيسدها بفضله، فمن كان محتاجا أغناه، ومن كان عاريا كساه، ومن كان طريدا آواه، ومن كان خائفا حماه، ومن كان ضالا هداه [3] . وقالوا: سميت بقريش بن مخلد ابن غالب بن فهر، وكان صاحب عيرهم، فكانوا يقولون: عير قريش، وخرجت عير قريش [4] . وقيل: الصحيح انها سميت لاجتماعها من قولهم فلان يتقرش مال فلان أي يجمعه شيئا الى شيء [1] .
وأما نسبتها فقالوا: قريش ولد مالك ابن النضر بن كنانة [2] . وقالوا: هم من ولد فهر بن مالك، ورجحه الزبير بن بكار، وغيره [3] . واعتمد جمهور النسابين ان أبا قريش هو النضر بن كنانة بن خزيمة ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وتنقسم قريش الى قسمين عظيمين:
قريش البطاح، وقريش الظواهر، فقريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أخشي مكة، وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب. أما قريش البطاح فهي قبائل كعب بن لؤي، وهم: بنو عبد مناف، بنو عبد العزّى، بنو عبد الدار، بنو زهرة، بنو تيم، بنو مخزوم، بنو جمح، بنو سهم ابني عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو عدي بن كعب.
وأما قريش الظواهر فهي: قبائل بني عامر بن لؤي بن يخلد بن النضر، وهم:
الحارث ومالك، وقد درجا، والحارث ومحارب ابنا فهر، وتيم الأدرم بن غالب بن فهر، وقيس بن فهر، وقد درج [4] ويرجع الفضل لجمع قريش، وجعلها قبيلة عزيزة الجانب، عظيمة الشأن، الى ذلك الرجل العظيم قصي، فقد جمع قريشا من متفرقات مواضعهم من شبه جزيرة العرب، واستعان بمن أطاعه من أحياء العرب، على حرب خزاعة، واجلائهم عن البيت، وتسليمه الى قصي، فكان بينهم قتال كثير ودماء غزيرة، ثم تداعوا الى التحكيم، فحكم بأن قصيا أولى بالبيت من خزاعة، فولي البيت، وجمع قومه من منازلهم الى مكة، وتملك على قومه، وأهل مكة.
ومن أشهر أيامهم:
أيام الفجار، كان عددها أربعة أفجرة في الأشهر الحرم كانت بين قريش، ومن معها من كنانة، وبين قيس بن عيلان، وكانت المدّبرة على قيس. فلما قاتلوا قالوا:
فجرنا فسميت فجارا.
ومن ايامهم: يوم العنب كان بينهم، وبين بني عامر. ويوم نكيف من نواحي مكة، كان بين قريش، وكنانة، فهزمت قريش بني كنانة، وكان صاحب أمر قريش عبد المطلب.
وعقدت قريش حلفا دعي بحلف الفضول على نصرة كل مظلوم.
ووفد عبد المطلب مع قريش الى صنعاء، ليهنؤا سيف بن ذي يزّن الحميري برجوع الملك اليه.
وحاربت قريش الرسول (ص) في عدة غزوات منها: غزوة بدر، وقد هزمت المسلمون قريشا وأسرت عددا منهم، وغزوة أحد، وكانت في شوال من سنة ثلاث، وكان رسول الله (ص) في سبعمائة، وقريش في ثلاثة آلاف.
واجتمعت قريش، وغطفان، واليهود، على حرب النبي (ص) في سنة 4 أو 5 هـ وسميت تلك الحرب بغزوة الخندق، أو الأحزاب. وكان عدد قريش، وأحلافها عشرة آلاف، وعدد المسلمين ثلاثة آلاف.
وحاربت قريش النبي (ص) سنة سبع من الهجرة، وسميت تلك الحرب بغزوة الحديبية. وتعد قريش قبيلة تجارية، فكان لها رحلتان: رحلة بالشام (1) الى اليمن، ورحلة الى الشام بالصيف.
وكانت تتجر الى الحبشة، وكانت قريش لا تتاجر الا مع من ورد عليها مكة في المواسم، وبذي المجاز، وسوق عكاظ في الأشهر الحرم، لا تبرح دارها، ولا تجاوز حرمها للتحمس في دينهم، والحب لحرمهم، والألف لبيتهم، ولقيامهم بجميع من دخل مكة بما يصلحهم.
وأما بلاغة قريش فقد أجمع العلماء بكلام العرب، والرواة لاشعارهم.
والعلماء بلغاتهم وأيامهم، ان قريشا أفصح العرب السنة، وأصفاهم لغة، فكانت قريش مع فصاحتها، وحسن لغاتها، ورقة ألسنتها، إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم، وأشعارهم، أحسن لغاتهم، وأصفى كلامهم، فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات الى سلائقهم التي طبعوا عليها، فصاروا بذلك أفصح العرب.
ومن أصنام قريش وآلهتها:
هبل، أساف ونائلة، ودّ، مناة، وكانت قريش تسمي بالعزّى، وهي من أعظم أصنامهم، فكانوا يزورونها، ويهدون لها، ويتقربون عندها بالذبح. وقد أخذت قريش الزندقة عن أهل الحيرة.
وكان يطلق على قريش الحمس لأنهم كانوا يشدون في دينهم وشجاعتهم، فلا يطاقون، وقيل: كانوا لا يستظلون أيام منى، ولا يدخلون البيوت من أبوابها، وهم محرمون، ولا يسلؤن السمن ولا يلقطون الجلّة.
وكانت قريش تكسو الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة، ويكسوها عبد الله بن أبي ربيعة من ماله سنة. وكانت قريس تترافد في الجاهلية، أي تتعاون، فيخرج كل انسان بقدر طاقته، فيجمعون مالا عظيما، فيشترون به الطعام والزبيب للنبيذ، ويطعمون الناس ويسقونهم أيام موسم الحج حتى ينقضي. وكانت للعرب تحاكم إليهم.
(تاريخ الطبري ج 3 ص 41، 115، 207، 208 ج 4 ص 136، 137، 138، ج 5 199 ج 8 ص 12، 145 ج 9 ص 107، 108. شرح الحماسة للتبريزي ج 2 ص 130 ج 4 ص 12. تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 113.
تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 99، 320، 324.
تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول، الجزء الثاني ص 292. الفائق للزمخشري ج 1 ص 147 ج 2 ص 166 طبقات ابن صاعد ص 44. شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج 2 ص 119 تفسير فخر الدين الرازي ج 8 ص 511 تفسير الطبري ج 30 ص 171. الاشتقاق لابن دريد ج 1 ص 6. النهاية لابن الأثير ج 1 ص 293 ج 2 ص 96. البيان والاعراب للمقريزى ص 39 سيرة ابن هشام على هامش الروض ج 1 ص 90.
نهاية الأرب للقلقشندي مخطوط ق 160- 2، 161- 1. الأنساب للسمعاني ق 434- 1، 446- 2. ألف باء للبلوي ج 1 ص 145.
الروض الأنف للسهيلي ج 1 ص 70، 90. ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالي ص 89. فتح الباري لابن حجر ج 7 ص 307. المعارف لابن قتيبة ص 23.
مجمع الأمثال للميداني ج 2 ص 31، 48، 260.
المزهر للسيوطي ج 1 ص 103. الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ص 23. الكشاف للزمخشري ج 2 ص 561. 562. تاج العروس للزبيدي ج 2 ص 125، 530، ج 4 ص 337. القاموس للفيروزآبادي ج 1 ص 108. ج 2 ص 108، 144 ج 3 ص 202، 284. الصحاح للجوهري ج 1 ص 380، 495، ج 2 ص 9، 63. المصباح المنير ج 1 ص 143، ج 2 ص 68. صبح الأعشى للقلقشندي ج 1 ص 351- 360. الكامل للمبرد ج 1 ص 142. العمدة لابن رشيق ج 2 ص 156، 159. عناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي ج 8 ص 400. الفاخر للمفضل الكوفي ص 3. نهاية الأرب للنويري ج 2 ص 352- 362. الأنباء على قبائل الرواة لابن عبد البر ص 65- 72. لسان العرب لابن منظور ج 3 ص 237، ج 4 ص 38، ج 6 ص 354، ج 7 ص 358، ج 8 ص 225، 226، ج 11 ص 256 ج 14 ص 210، 212، ج 3 ص 581. معجم البلدان لياقوت ج 1 ص 659. ج 3 ص 321، 878، ج 4 ص 651، 653، 812، 903، 912، 949. معجم ما استعجم للبكري ج 1 ص 115، 257، 258، ج 2 ص 526.
الاغاني للاصفهاني طبعة دار الكتب ج 1 ص 12، 65، ج 3 ج 8 ج 9 ج 10. الأغاني طبعة الساسي ج 4 ص 31- 34، ج 8 ص 50، ج 15، ص 5، 52، ج 16 ص 72، 77، ج 19 ص 77، 81، 106، ج 20 ص 100، 102. العقد الفريد لابن عبد ربه ج 2 ص 44- 46. البداية والنهاية لابن كثير ج 2 ص 207، 209. قبائل العرب في مصر لأحمد لطفي السيد ج 1 ص 62.
الأصنام لابن الكلبي ص 1226) (Encyclopediedel ,Islam.tome 2 (23 -18 بن 1225 بن 1188
قريش:
يطلق قريش في الوقت الحاضر على قسمين من الناس: الأول الأشراف القرشيون، بقايا قريش، سواء كانوا أشرافا، من بقايا قريش المقيمين في منى، وعرفات، وما جاورهما.
والثاني يطلق على فرع من فروع قبيلة ثقيف يسمى بقريش، ودياره في جهات الطائف، ومنه طبقتان: بدو، وحضر.
فالحاضرة تقطن في الأودية القريبة من الطائف، كالوهط، والوهيط، والمثنا، وسواها. والبادية ما زالت تعيش عيشة (60 ق ع) البداوة على رعي الماشية، واستثمار خيراتها.
(قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 135، 158، ما رأيت وما سمعت لخير الدين الزركلي ص 101. الارتسامات اللطاف للأمير شكيب ارسلان ص 271. ملوك العرب لأمين الريحاني ج 1 ص 32.
تاريخ سينا لنعوم شقير ص 663. الرحلة اليمانية لشرف البركاتي ص 107. الرحلة الحجازية للبتنوني ص 52)
قُريش:
بطن من بني عمرو، من زهران احدى قبائل عسير الكبيرة.
(قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 153)
مصادر و المراجع :
١- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة
المؤلف: عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشق (المتوفى:
1408هـ)
تعليقات (0)