المنشورات
" مكتشف أمريكا" (بيري رئيس)
" إن أبناء غاليبولي أمضوا حياتهم في البحر كالتماسيح، وكانت أسرّتهم القوارب، وهدهدتهم البحر والسفن ليلًا ونهارًا"
(المؤرخ العثماني: ابن كمال)
هناك معلومات تاريخية رضعناها منذ الصغر وكأنها حقائق كونية أنزلها اللَّه على البشر فلم تعد قابلة للنقد "بالدال" أو النقض "بالضاد"! بل إنه في كثير من الأحيان ما يُتهم فيها مكذب هذه الحقائق المزيفة بالجهل والتخلف، وقد ذكرنا خلال فصول سابقة في هذا الكتاب أن من أهم بنود "نظرية الغزو الثقافي" هو تشويه تاريخ أبطالنا ورموزنا والمبالغة في تمجيد أبطال الغرب وتعظيمهم، وذكرنا أيضًا أن هناك بندٌ آخر مهم: ألا وهو طمس سيرة أبطال الإسلام الحقيقيين وإبدالها بحكاياتٍ أبطالٍ خرافيين لا مكان لهم في التاريخ فضلًا عن الوجود، والحقيقة أن بطلنا الإسلامي هذا نال الشرفين من أولئك الغزاة، فهو معروفٌ في الأدب الغربي كقرصان بحار، على الرغم من كونه أمير بحر إمبراطورية آل عثمان الإسلامية، أما في الأدب العربي. . . . فلا ذكر له أصلًا، ففي الوقت الذي نجد أن وسائل الإعلام العربية ومناهجنا التربوية لا تذكر اسمه من قريب أو بعيد، نجد أن تلك الوسائل ذاتها هي التي تمجد شخصية خرافية مثل "سندباد" والتي لا محل لها في الوجود التاريخي أصلًا، فمن هو سندباد؟ وما اسم أبيه؟ وأي كتاب ترك؟ لا شيء على الإطلاق طبعًا، فهو شخصية عديمة الوجود زرعها في أدمغتنا غزاة التاريخ لكي نكون نحن أيضًا عديمي الوجود مثله!! وقصص سندباد الخرافية مع طائر العنقاء ومغامراته لا تساوي شيئًا أمام مغامرات هذا البطل الإسلامي الحقيقي: بيري رئيس رحمه اللَّه تعالى.
وقصة هذا العظيم تعود إلى (الأخوان بربروسا) اللذان سبق لنا وأن تحدثنا عنهما في بداية الكتاب، فلقد قام بيري رئيس أيضًا بالمساهمة في إنقاذ المسلمين الأندلسيين من الإرهابيين الإسبان بعد أن حرر النساء والأطفال من أقبية الكنائس المظلمة حيث غرف التعذيب المخيفة، ثم قام هذا البطل الإسلامي الفذ بمحاربة البرتغاليين الصلبيين الذين أرادوا نبش قبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فحاربهم في عدن وعمان وهرمز، ثم توجه إلى أمواج البحر المتوسط ليحارب قراصنة القديس يوحنا الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، ورغم جهاد هذا البطل الإسلامي الطويل، نراه في نفس الوقت عالمًا عبقريًا قل نظيره، فلقد أتقن اليونانية والإسبانية والبرتغالبة والإيطالية لكي يعرف لغة أعدائه، ثم تقدم بأبحاثه للخليفة سليم الأول رحمه اللَّه يوضح فيها آخر اكتشافاته الجغرافية، حتى جاء ذلك اليوم الذي غير تاريخ الإنسان، يوم إكتشاف أمريكا. . . .
ففي عام 870 هـ 1465 م أي قبل اكتشاف كولومبوس بحوالي 27 عامًا، اكتشف أمير البحرية الإسلامية بيري أمريكا، بل وقام برسم خارطة لهذه القارة أذهلت العلماء بعد أن وجدوا التطابق العجيب بينها وبين صور الأقمار الصناعية، فلقد قام بيري رئيس برسم سواحل أمريكا بمنتهى الدقة، قبل أن يقدمها إلى السلطان سليم الأول في مصر عام 1517 م وهي موجودة الان في متحف "إسطانبول" وعليها توقيع الرئيس بيري شخصيًا. فقد رسم بيري جزر البحر الكاريبي، ورسم جزيرة كوبا بشكل ممتاز، ولم يكتف بذلك وحسب، بل قام برسم خارطة لنهر الأمازون العظيم، فرسم مصباته ومنابعه المتعددة، ورسم في خريطته العجيبة أنواع الحيوانات المتواجدة في أدغال الأمازون، ووضع فيها مقياسًا دقيقًا لخطوط العرض والطول التي أخترعها العلماء المسلمون من قبل، والجدير بالذكر أن هذه الخريطة التي رسمها الريس بيري لأمريكا هي الخريطة الأولى لأمريكا في التاريخ. ونذكر هنا أنه بتاريخ 26 أغسطس عام 1956 م عُقدت في جامعة "جورج تاون" الأمريكية ندوة عن خرائط الريس بيري اتفق الجغرافيون المشتركون فيها بأن خرائط بيري لأمريكا "اكتشاف خارق للعادة" فلقد كان الرئيس بيري على معرفة بوجود أميركا قبل اكتشافها بعشرات السنين، والدليل على ذلك ما يقوله في كتابه الماتع المليئ بالمغامرات المدهشة "كتاب البحرية" "إن بحر المغرب -يقصد المحيط الأطلسي بحر عظيم يمتد بعرض 2000 ميل تجاه الغرب من بوغار سبته وفي طرق هذا البحر العظيم توجد قارة هي قارة أنتيليا وبذلك استحق أمير البحرية الإسلامية العثمانية بيري رئيس رحمه اللَّه أن يخلد اسمه في صفحات التاريخ الإنساني، وقد آن الأوان لكي ننفض الغبار عن تاريخ عظمائنا، لكي نقدمه إلى أبنائنا، ليكونوا لهم نباريسًا تضيئ لهم درب النهوض الإسلامي القادم والقريب بإذن اللَّه.
ولكن. . . . هناك شيء غريب وجده بيري الرئيس عندما وصل إلى أمريكا! لقد وجد أناسًا يتكلمون بالعربية هناك!!! ليكتشف بذلك سرًا من أخطر أسرار التاريخ الإنساني.
فإذا كنت مستعدًا لمعرفة تفسير هذا اللغز الخطير الذي لو علمه سكان الأرض لتغير وجه التاريخ، فخذ نفسًا عميقًا ستحتاجه لمتابعة القصة العجيبة التالية!
يتبع. . . . . .
مصادر و المراجع :
١- مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
المؤلف: جهاد التُرباني
2 ديسمبر 2023
تعليقات (0)