المنشورات

الفرق بين الجمع والتأليف

أن بعضهم قال لفظ التأليف في العربية يدل على الالصاق ولفظ الجمع لا يدل على ذلك ألا ترى أنك تقول جمعت بين القوم في المجلس فلا يدل ذلك على أنك ألصقت أحدهم بصاحبه ولا تقول ألفتهم بهذا المعنى وتقول فلان يؤلف بين الزانيين لما يكون من التزاق أحدهما بالآخر عند النكاح ولذلك لا يستعمل التأليف إلا في الاجسام، والجمع يستعمل في الاجسام والاعراض فيقال تجتمع في الجسم أعراض، ولا يقال تتألف فيه أعراض، ولهذا يستعار في القلوب لانها أجسام فيقال ألف بين القلوب كما قال الله تعالى " وألف بين قلوبهم " (1) ويقال جمع بين الاهواء ولا يقال ألف بين الاهواء لانها أعراض، وعندنا أن التأليف والالفة في العربية تفيد الموافقة، والجمع لا يفيد ذلك ألا ترى أن قولك تألف الشئ وألفته يفيد موافقة بعضه لبعض وقولك إجتمع الشئ وجمعته لا يفيد ذلك ولهذا قال تعالى " وألف بين قلوبهم " لانها اتفقت على المودة والمصافاة، ومنه قيل
الالفان والاليفان لموافقة أحدهما صاحبه على المودة والتواصل والانسة، والتأليف عند المتكلمين ما يجب حلوله في محلين فإنما قيل يجب ليدخل فيه المعدوم، والاجتماع عندهم ما صار به الجوهر أن يحب لا قرب قريب منه، وقد يسمون التأليف مماسة وإجتماعا، وقال بعضهم الخشونة واللين والصقال يرجع إلى التأليف، وقال آخرون يرجع إلى ذهاب الجسم في جهات.





مصادر و المراجع :

١- معجم الفروق اللغوية

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید