المنشورات
(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) : كِلَاهُمَا لِلْمُسْتَقْبَلِ وَلَا يَتَعَرَّفَانِ بِالْإِضَافَةِ وَالتَّقْدِيرُ: رَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُتَوَفِّيكَ ; لِأَنَّهُ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ يُتَوَفَّى بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقِيلَ: الْوَاوُ لِلْجَمْعِ، فَلَا فَرْقَ بَيْنَ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ.
وَقِيلَ: مُتَوَفِّيكَ مِنْ بَيْنِهِمْ، وَرَافِعُكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا تَقْدِيمَ فِيهِ وَلَا تَأْخِيرَ.
(وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ) : قِيلَ: هُوَ خِطَابٌ لِنَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَيَكُونُ الْكَلَامُ تَامًّا عَلَى مَا قَبْلَهُ،
وَقِيلَ: هُوَ لِعِيسَى، وَالْمَعْنَى أَنَّ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ظَاهِرُونَ عَلَى الْيَهُودِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ إِلَى قَبْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِالْمُلْكِ وَالْغَلَبَةِ. فَأَمَّا يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَيُجَازِي كُلًّا عَلَى عَمَلِهِ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
11 ديسمبر 2023
تعليقات (0)