فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (سَوَاءٍ) : الْجُمْهُورُ عَلَى الْجَرِّ، وَهُوَ صِفَةٌ لِكَلِمَةٍ، وَيُقْرَأُ «سَوَاءً» بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَصْدَرِ، وَيُقْرَأُ «كِلْمَةٍ» بِكَسْرِ الْكَافِ وَإِسْكَانِ اللَّامِ عَلَى التَّخْفِيفِ وَالنَّقْلِ مِثْلُ فَخْذٍ وَكَبْدٍ. (بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) : ظَرْفٌ لِسَوَاءٍ ; أَيْ لِتَسْتَوِيَ الْكَلِمَةُ بَيْنَنَا، وَلَمْ تُؤَنَّثْ سَوَاءٍ، وَهُوَ صِفَةُ مُؤَنَّثٍ ; لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ، فَأَمَّا قَوْلُهُ: (أَلَّا نَعْبُدَ) : فَفِي مَوْضِعِهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: جَرٌّ بَدَلًا مِنْ سَوَاءٍ، أَوْ مِنْ كَلِمَةٍ تَقْدِيرُهُ: تَعَالَوْا إِلَى تَرْكِ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ. وَالثَّانِي: هُوَ رَفْعٌ، تَقْدِيرُهُ: هِيَ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ، وَأَنْ هِيَ الْمَصْدَرِيَّةُ، وَقِيلَ: تَمَّ الْكَلَامُ عَلَى سَوَاءٍ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ فَقَالَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ ; أَيْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ التَّوْحِيدُ، فَعَلَى هَذَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (أَلَّا نَعْبُدَ) مُبْتَدَأً، وَالظَّرْفُ خَبَرَهُ، وَالْجُمْلَةُ صِفَةٌ لِكَلِمَةٍ، وَيَجُوزُ أَنْ يَرْتَفِعَ أَلَّا نَعْبُدَ بِالظَّرْفِ. (فَإِنْ تَوَلَّوْا) : هُوَ مَاضٍ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: يَتَوَلَّوْا لِفَسَادِ الْمَعْنَى ; لِأَنَّ قَوْلَهُ: فَقُولُوا اشْهَدُوا خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَتَوَلَّوْا لِلْمُشْرِكِينَ، وَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يَبْقَى فِي الْكَلَامِ جَوَابُ الشَّرْطِ ; وَالتَّقْدِيرُ: فَقُولُوا لَهُمْ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
تعليقات (0)