المنشورات

(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161)) .

قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَنْ يَغُلَّ) : يُقْرَأُ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الْغَيْنِ عَلَى نِسْبَةِ الْفِعْلِ إِلَى النَّبِيِّ ; أَيْ ذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ عَلَيْهِ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ: (يَأْتِ بِمَا غَلَّ) وَمَفْعُولُ يَغُلُّ مَحْذُوفٌ ; أَيْ يَغُلُّ الْغَنِيمَةَ أَوِ الْمَالَ.
وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْغَيْنِ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ، وَفِي الْمَعْنَى ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ مَاضِيهِ أَغْلَلْتُهُ ; أَيْ نَسَبْتُهُ إِلَى الْغُلُولِ، كَمَا تَقُولُ أَكْذَبْتُهُ إِذَا نَسَبْتُهُ إِلَى الْكَذِبِ ; أَيْ لَا يُقَالُ عَنْهُ إِنَّهُ يَغُلُّ ; أَيْ يَخُونُ. الثَّانِي هُوَ مِنْ أَغْلَلْتُهُ، إِذَا وَجَدْتُهُ غَالًّا ; كَقَوْلِكَ أَحْمَدْتُ الرَّجُلَ إِذَا أَصَبْتُهُ مَحْمُودًا. وَالثَّالِثُ: مَعْنَاهُ أَنْ يَغُلَّهُ غَيْرُهُ ; أَيْ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُخَانَ. (وَمَنْ يَغْلُلْ) : مُسْتَأْنَفَةٌ. وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَالًا، وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: فِي حَالِ عِلْمِ الْغَالِّ بِعُقُوبَةِ الْغُلُولِ.




مصادر و المراجع :

١-التبيان في إعراب القرآن

المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى : 616هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید