المنشورات

(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ

وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (97) .




قَوْلُهُ تَعَالَى: (تَوَفَّاهُمُ) : الْأَصْلُ تَتَوَفَّاهُمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَاضِيًا، وَيُقْرَأُ بِالْإِمَالَةِ.
(ظَالِمِي) : حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي تَتَوَفَّاهُمْ، وَالْإِضَافَةُ غَيْرُ مَحْضَةٍ؛ أَيْ: ظَالِمِينَ أَنْفُسَهُمْ. (قَالُوا) : فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ حَالٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَ «قَدْ» مَعَهُ مُقَدَّرَةٌ، وَخَبَرُ إِنَّ «فَأُولَئِكَ» ، وَدَخَلَتِ الْفَاءُ لِمَا فِي الَّذِي مِنَ الْإِبْهَامِ الْمُشَابِهِ لِلشَّرْطِ، وَإِنَّ لَا تَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهَا لَا تُغَيِّرُ مَعْنَى الِابْتِدَاءِ. وَالثَّانِي: أَنَّ قَالُوا خَبَرَ إِنَّ، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: قَالُوا لَهُمْ. (فِيمَ كُنْتُمْ) : حُذِفَتِ الْأَلِفُ مِنْ «مَا» فِي الِاسْتِفْهَامِ مَعَ حَرْفِ الْجَرِّ لِمَا ذَكَرْنَا فِي قَوْلِهِ: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ) [الْبَقَرَةِ: 91] وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ خَبَرُ كُنْتُمْ. وَ (فِي الْأَرْضِ) : يَتَعَلَّقُ بِمُسْتَضْعَفِينَ. (أَلَمْ تَكُنْ) : اسْتِفْهَامٌ، بِمَعْنَى التَّوْبِيخِ. (فَتُهَاجِرُوا) : مَنْصُوبٌ عَلَى جَوَابِ الِاسْتِفْهَامِ؛ لِأَنَّ النَّفْيَ صَارَ إِثْبَاتًا بِالِاسْتِفْهَامِ. (وَسَاءَتْ) : فِي حُكْمِ بِئْسَتْ.





مصادر و المراجع :

١-التبيان في إعراب القرآن

المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى : 616هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید