المنشورات
(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (117)
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ) : «مَا» فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِقُلْتُ؛ أَيْ: ذَكَرْتُ، أَوْ أَدَّيْتُ الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ، فَيَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» نَكِرَةً مَوْصُوفَةً، وَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ أَيْضًا.
(أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَنْ مَصْدَرِيَّةً، وَالْأَمْرُ صِلَةً لَهَا. وَفِي الْمَوْضِعِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: الْجَرُّ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْهَاءِ، وَالرَّفْعُ عَلَى إِضْمَارِ هُوَ، وَالنَّصْبُ عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي، أَوْ بَدَلًا مِنْ مَوْضِعٍ بِهِ. وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى أَيِ الْمُفَسِّرَةِ؛ لِأَنَّ الْقَوْلَ قَدْ صُرِّحَ بِهِ؛ وَ «أَيْ» لَا تَكُونُ مَعَ التَّصْرِيحِ بِالْقَوْلِ. (رَبِّي) : صِفَةٌ لِلَّهِ أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ، وَ (عَلَيْهِمْ) : يَتَعَلَّقُ بِـ «شَهِيدًا» .
(مَا دُمْتُ) : «مَا» هُنَا مَصْدَرِيَّةٌ، وَالزَّمَانُ مَعَهَا مَحْذُوفٌ؛ أَيْ: مُدَّةَ مَا دُمْتُ.
وَ (دُمْتُ) : هُنَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ النَّاقِصَةَ، وَ «فِيهِمْ» خَبَرُهَا.
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ التَّامَّةَ؛ أَيْ: مَا أَقَمْتُ فِيهِمْ، فَيَكُونُ فِيهِمْ ظَرْفًا لِلْفِعْلِ.
وَ (الرَّقِيبَ) : خَبَرُ كَانَ. (وَأَنْتَ) : فَصْلٌ، أَوْ تَوْكِيدٌ لِلْفَاعِلِ.
وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً وَخَبَرًا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
12 ديسمبر 2023
تعليقات (0)