المنشورات
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا
إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (25) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَنْ يَسْتَمِعُ) : وُحِّدَ الضَّمِيرُ فِي الْفِعْلِ حَمْلًا عَلَى لَفْظِ «مَنْ» وَمَا جَاءَ مِنْهُ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ، فَعَلَى مَعْنَى «مَنْ» ؛ نَحْوُ: (مَنْ يَسْتَمِعُونَ) [يُونُسَ: 42] وَ (مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) [الْأَنْبِيَاءِ: 82] .
(أَنْ يَفْقَهُوهُ) : مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ؛ أَيْ: كَرَاهَةَ أَنْ يَفْقَهُوهُ.
وَ (وَقْرًا) : مَعْطُوفٌ عَلَى أَكِنَّةٍ، وَلَا يُعَدُّ الْفَصْلُ بَيْنَ حَرْفِ الْعَطْفِ وَالْمَعْطُوفِ بِالظَّرْفِ فَصْلًا؛ لِأَنَّ الظَّرْفَ أَحَدُ الْمَفَاعِيلِ، فَيَجُوزُ تَقْدِيمُهُ وَتَأْخِيرُهُ، وَوَحَّدَ الْوَقْرَ هُنَا؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ، وَقَدِ اسْتَوْفَى الْقَوْلُ فِيهِ فِي أَوَّلِ الْبَقَرَةِ. (حَتَّى إِذَا) : إِذَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِجَوَابِهَا، وَهُوَ يَقُولُ؛ وَلَيْسَ لِحَتَّى هُنَا عَمَلٌ، وَإِنَّمَا أَفَادَتْ مَعْنَى الْغَايَةِ، كَمَا لَا تَعْمَلُ فِي الْجُمَلِ. وَ (يُجَادِلُونَكَ) : حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ فِي جَاءُوكَ.
وَالْأَسَاطِيرُ جَمْعٌ، وَاخْتُلِفَ فِي وَاحِدِهِ، فَقِيلَ: هُوَ أُسْطُورَةٌ، وَقِيلَ: وَاحِدُهَا أَسْطَارٌ، وَالْأَسْطَارُ جَمْعُ سَطَرٍ بِتَحْرِيكِ الطَّاءِ، فَيَكُونُ أَسَاطِيرُ جَمْعَ الْجَمْعِ، فَأَمَّا سَطْرٌ بِسُكُونِ الطَّاءِ فَجَمْعُهُ سُطُورٌ وَأَسْطُرٌ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
12 ديسمبر 2023
تعليقات (0)