المنشورات
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (74) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ) : إِذْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى فِعْلٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: وَاذْكُرُوا، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى أَقِيمُوا. وَ (آزَرَ) : يُقْرَأُ بِالْمَدِّ، وَوَزْنُهُ «أَفْعَلَ» ، وَلَمْ يَنْصَرِفْ لِلْعُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ عَلَى قَوْلِ مَنْ لَمْ يَشْتَقَّهُ مِنَ الْأَزْرِ أَوِ الْوِزْرِ، وَمَنِ اشْتَقَّهُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَالَ: هُوَ عَرَبِيٌّ، وَلَمْ يَصْرِفْهُ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ، وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الرَّاءِ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ أَبِيهِ، وَبِالضَّمِّ عَلَى النِّدَاءِ.
وَقُرِئَ فِي الشَّاذِّ بِهَمْزَتَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ وَتَنْوِينِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الزَّايِ، وَالْأَزْرُ الْخَلْقُ مِثْلَ الْأَسْرِ.
وَيُقْرَأُ بِفَتْحِ الْأُولَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ، وَفِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْهَمْزَةَ الثَّانِيَةَ فَاءُ الْكَلِمَةِ، وَلَيْسَتْ بَدَلًا، وَمَعْنَاهَا النَّقْلُ.
وَالثَّانِي: هِيَ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ، قَالَ: وَأَصْلُهَا وَزَرَ؛ كَمَا قَالُوا وِعَاءٌ وَإِعَاءٌ، وَوِسَادَةٌ وَإِسَادَةٌ. وَالْهَمْزَةُ الْأُولَى عَلَى هَاتَيْنِ الْقِرَاءَتَيْنِ لِلِاسْتِفْهَامِ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ، وَلَا هَمْزَةَ فِي تَتَّخِذُ، وَفِي انْتِصَابِهِ عَلَى هَذَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هُوَ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ؛ أَيْ: لِتَحَيُّرِكَ، وَاعْوِجَاجِ دِينِكَ تَتَّخِذُ.
وَالثَّانِي: هُوَ صِفَةٌ لِأَصْنَامٍ قُدِّمَتْ عَلَيْهَا وَعَلَى الْعَامِلِ فِيهَا فَصَارَتْ حَالًا؛ أَيْ: أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا مَلْعُونَةً أَوْ مُعْوَجَّةً. وَ (أَصْنَامًا) : مَفْعُولٌ أَوَّلٌ.
وَ (آلِهَةً) : ثَانٍ. وَجَازَ أَنْ يُجْعَلَ الْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ نَكِرَةً لِحُصُولِ الْفَائِدَةِ مِنَ الْجُمْلَةِ، وَذَلِكَ يَسْهُلُ فِي الْمَفَاعِيلِ مَا لَا يَسْهُلُ مِنَ الْمُبْتَدَأِ.
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
13 ديسمبر 2023
تعليقات (0)