مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (128) .
قَوْلُهُ
تَعَالَى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) : أَيْ: وَاذْكُرْ يَوْمَ. أَوْ: وَنَقُولُ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ» . وَ (مِنَ الْإِنْسِ) : حَالٌ مِنْ «أَوْلِيَاؤُهُمْ» . وَقُرِئَ «آجَالَنَا» عَلَى الْجَمْعِ. «الَّذِي» عَلَى التَّذْكِيرِ وَالْإِفْرَادِ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: هُوَ جِنْسٌ أَوْقَعَ الَّذِي مَوْقِعَ الَّتِي.
(خَالِدِينَ فِيهَا) : حَالٌ، وَفِي الْعَامِلِ فِيهَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: الْمَثْوَى عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الثَّوَاءِ، وَالتَّقْدِيرُ: النَّارُ ذَاتُ ثَوَائِكُمْ.
وَالثَّانِي: الْعَامِلُ فِيهِ مَعْنَى الْإِضَافَةِ، وَمَثْوَاكُمْ مَكَانٌ، وَالْمَكَانُ لَا يَعْمَلُ.
(إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) : هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْجِنْسِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ اسْتِثْنَاءً مِنَ الزَّمَانِ، وَالْمَعْنَى يَدُلُّ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الْخُلُودَ يَدُلُّ عَلَى الْأَبَدِ؛ فَكَأَنَّهُ قَالَ: خَالِدِينَ فِيهَا فِي كُلِّ زَمَانٍ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ؛ أَيْ: إِلَّا زَمَنَ مَشِيئَةِ اللَّهِ.
وَالثَّانِي: أَنْ تَكُونَ: «مَا» بِمَعْنَى «مَنْ» .
مصادر و المراجع :
١-التبيان في إعراب القرآن
المؤلف : أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري (المتوفى
: 616هـ)
تعليقات (0)